أسواق النفط تتأرجح بين وفرة الإمدادات ومخاطر التعطّل الجيوسياسي
استقرت أسعار النفط، اليوم الثلاثاء، بعد تسجيلها ارتفاعًا تجاوز 2% في الجلسة السابقة، في ظل تقييم الأسواق لمخاطر الإمدادات المرتبطة بفنزويلا وروسيا. جاء ذلك عقب إعلان الولايات المتحدة احتمال بيع النفط الفنزويلي المصادَر، وتصاعد المخاوف من تعطل الإمدادات نتيجة الهجمات الأوكرانية على السفن والأرصفة الروسية في البحر الأسود.
وبحلول الساعة 04:40 بتوقيت جرينتش، تراجعت العقود الآجلة لخام برنت بنحو 6 سنتات أو 0.1% إلى 62.01 دولار للبرميل، فيما انخفض خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 9 سنتات أو 0.16% إلى 57.92 دولار للبرميل. وكان الخامان قد سجّلا أفضل أداء يومي لهما في الجلسة السابقة منذ نوفمبر الماضي.
وقالت بريانكا ساشديفا، كبيرة محللي الأسواق في شركة فيليب نوفا للوساطة، إن الأسواق تمر بأسابيعها الأخيرة من عام 2025 وسط أسعار هادئة، نتيجة صراع بين عوامل هبوطية أساسية وعناوين جيوسياسية داعمة تظهر بين الحين والآخر. وأوضحت أن الأسواق أظهرت انتعاشات محدودة على مدار العام بفعل التطورات الجيوسياسية، لكنها ما زالت تواجه ضغوطًا بسبب ضعف الطلب وتخمة المعروض، ما يجعل الاتجاه العام للأسعار ضعيفًا نسبيًا.
وعلى صعيد التوقعات المستقبلية، تتسم الأسواق بالحذر مع اقتراب عام 2026، إذ يقوم المتعاملون بموازنة المخاطر الجيوسياسية مقابل وفرة الإمدادات المتوقعة، ما يجعل الأسعار عرضة للتقلب في حال حدوث أي اضطرابات ممتدة. وأشار الرئيس الأميركي إلى احتمال احتفاظ الولايات المتحدة بالنفط المصادَر قبالة فنزويلا أو بيعه في إطار حملة الضغط على كاراكاس.
وفي البحر الأسود، تبادلت روسيا وأوكرانيا الهجمات على منشآت بحرية، إذ قصفت روسيا ميناء أوديسا الأوكراني، فيما ألحق هجوم أوكراني أضرارًا بسفينتين روسيتين ورصيفين، ما يزيد المخاطر على الإمدادات. وتستهدف أوكرانيا بشكل مستمر ناقلات النفط الروسية ضمن ما يُعرف بأسطول الظل لتجنب العقوبات الدولية، ما يعزز حالة عدم اليقين في أسواق الطاقة العالمية.
