الذهب يحطم أرقامًا قياسية بدعم رهانات خفض الفائدة الأمريكية

سجلت أسعار الذهب مستوى قياسيًا جديدًا خلال تعاملات اليوم الاثنين، مدعومة بتزايد رهانات المستثمرين على خفض إضافي لأسعار الفائدة الأمريكية، إلى جانب تنامي الإقبال على الملاذات الآمنة في ظل استمرار الضبابية الاقتصادية والجيوسياسية، فيما واصلت الفضة موجة الصعود القوية لتسجل بدورها ذروة تاريخية غير مسبوقة.

وارتفع سعر الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 1.2% ليصل إلى 4,391.92 دولار للأونصة، وهو أعلى مستوى يسجله المعدن النفيس في تاريخه، في وقت تعززت فيه التوقعات بأن يتجه مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي نحو مزيد من التيسير النقدي خلال الفترة المقبلة، بعد مؤشرات على تباطؤ التضخم وتراجع زخم النمو الاقتصادي.

البنك المركزي الصيني يتحرك لتحفيز الطلب الضعيف على القروض

الين الياباني يواصل التراجع رغم تحذيرات رسمية من التدخل

ويأتي هذا الأداء القوي للذهب في ظل بيئة نقدية داعمة، إذ عادة ما يستفيد المعدن الأصفر من انخفاض أسعار الفائدة، التي تقلل من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الأصول غير المدرة للعائد، كما يعزز ضعف الدولار من جاذبية الذهب للمستثمرين من خارج الولايات المتحدة.

ولم يقتصر الزخم الإيجابي على الذهب فحسب، إذ واصلت الفضة التفوق بأداء لافت، بعدما ارتفعت بنسبة 2.7% لتسجل مستوى تاريخيًا جديدًا عند 69.23 دولار للأونصة، مدعومة بتدفقات استثمارية قوية واستمرار القيود على المعروض، إلى جانب الاستخدامات الصناعية المتزايدة للمعدن.

وعلى صعيد الأداء السنوي، حقق الذهب مكاسب بلغت نحو 67% منذ بداية العام، مسجلًا أكبر ارتفاع سنوي له منذ عام 1979، بعدما تجاوز للمرة الأولى في تاريخه مستويي 3,000 و4,000 دولار للأونصة، في إنجاز يعكس التحولات العميقة في توجهات المستثمرين العالمية.

في المقابل، سجلت الفضة قفزة استثنائية بلغت 138% منذ بداية العام، متفوقة بشكل واضح على أداء الذهب، ما يعكس الطلب المتزايد عليها سواء كملاذ آمن أو كمعدن صناعي حيوي في قطاعات التكنولوجيا والطاقة المتجددة.

ويرى محللون أن الطلب القوي على الذهب والفضة جاء مدفوعًا بعدة عوامل متداخلة، أبرزها تصاعد التوترات الجيوسياسية والتجارية، وعمليات الشراء المنتظمة من جانب البنوك المركزية العالمية، إضافة إلى توقعات خفض أسعار الفائدة الأمريكية خلال العام المقبل. كما أسهم تراجع الدولار في تعزيز جاذبية المعادن النفيسة، خاصة للمستثمرين الدوليين.

وأشار محللون إلى أن شهر ديسمبر كانون الأول يشهد عادة عوائد إيجابية للذهب والفضة، إلا أن الارتفاع السريع للأسعار واقتراب نهاية العام قد يدفع بعض المستثمرين إلى توخي الحذر، في ظل انخفاض أحجام التداول وزيادة احتمالات جني الأرباح على المدى القصير.

وفي أسواق المعادن النفيسة الأخرى، لحقت الأسعار بموجة الصعود، إذ قفز البلاتين بنسبة 4.1% ليصل إلى 2,054.25 دولار، مسجلًا أعلى مستوى له منذ أكثر من 17 عامًا، بينما ارتفع البلاديوم بنسبة 4% إلى 1,781.32 دولار، وهو مستوى يقترب من أعلى سعر له في نحو ثلاث سنوات، مدعومًا بتحسن الطلب الصناعي وتراجع الإمدادات.