الخميس 18 ديسمبر 2025
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير التنفيذي
أحمد لطفي
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير التنفيذي
أحمد لطفي
تحليل

قفزة مجنونة تكسر كل التوقعات.. الفضة تكتب تاريخ جديد في الأسواق

الخميس 18/ديسمبر/2025 - 02:15 ص
الفضة
الفضة

هو ايه اللي بيحصل في سوق الفضة؟ وليه المعدن اللي كان دايما في ضل الدهب فجأة بقى حديث السوق والاستثمار؟ وليه اسعاره بتقفز القفزات دي كلها وهل فعلا الفضة ممكن تبقى ملاذ آمن جديد وينافس الدهب في عرشه التاريخي ولا اللي حاصل ده مجرد موجة وهتعدي زي غيرها؟

اللي بيحصل في سوق الفضة السنة الاخيرة مش طبيعي ولا تقليدي وده باعتراف كل المحللين الفضة كسرت كل التوقعات وعدت مستويات تاريخية محدش كان متخيل تشوفها في التوقيت ده الفضة النهارده بتتداول فوق 65 دولار للأونصة وده رقم قياسي لأول مرة يحصل في تاريخها الحديث قفزة بالشكل ده بتحصل في وقت قصير ومع ظروف عالمية معقدة وده اللي خلا ناس كتير تعيد حساباتها وتبص للفضة بشكل مختلف.

السبب الاول والاساسي في القفزة الجنونية دي هو السياسة النقدية الامريكية لما بيانات سوق العمل الامريكي تطلع ضعيفة ده معناه ان الفيدرالي الامريكي تحت ضغط يخفض اسعار الفايدة وده بيضغط على الدولار بشكل مباشر واي ضعف في الدولار تاريخيا بيبقى في صالح المعادن النفيسة وعلى راسها الدهب والفضة بس الجديد المرة دي ان الفضة كانت اسرع واقوى في التفاعل من الدهب نفسه.

الفضة كمان ليها ميزة مختلفة عن الدهب انها مش بس معدن للادخار لكنها معدن صناعي بيدخل في صناعات كتير جدا زي الطاقة الشمسية والالكترونيات والسيارات الكهربائية ومع التحول العالمي للطاقة النظيفة الطلب الصناعي على الفضة زاد بشكل غير مسبوق وده خلق معادلة جديدة طلب استثماري قوي وطلب صناعي متسارع في وقت المعروض فيه محدود.

اللي حاصل ان المعروض من الفضة عالميا بيعاني من فجوة واضحة المناجم الجديدة قليلة وتكاليف الانتاج عالية وفي نفس الوقت الطلب بيزيد سواء من المستثمرين او من المصانع وده خلى السوق يدخل في حالة شد قوي بين العرض والطلب والنتيجة الطبيعية كانت انفجار في الاسعار.

في المقابل الدهب طلع برضه ووصل لمستويات فوق 4300 دولار للأونصة لكن معدل الصعود بتاع الفضة كان اسرع واعنف وده خلّى ناس كتير تبدأ تسأل هو احنا قدام تحول في مفهوم الملاذ الآمن وهل الفضة ممكن تاخد مكان الدهب عند شريحة من المستثمرين؟

الاجابة مش بالبساطة ولا السهولة دي لان الدهب لسه عنده ميزة الثقة التاريخية والبنوك المركزية لسه بتشتري دهب ومش فضة وده بيدي الدهب وزن مختلف لكن في نفس الوقت المستثمر الصغير والمتوسط بقى شايف الفضة فرصة لان سعرها اقل من الدهب والعائد المحتمل بتاعها اكبر وده بيجذب سيولة ضخمة للسوق.

كمان الفضة تاريخيا معروفة بتقلباتها الحادة يعني بتطلع بسرعة وتنزل بسرعة وده اللي مخلي بعض المحللين يحذروا من فكرة ان الفضة ملاذ آمن بنفس مفهوم الدهب لان الملاذ الآمن لازم يكون مستقر نسبيا مش بس صاعد.

السؤال الاهم هنا هل اللي بيحصل ده فقاعة ولا اتجاه طويل الآجل؟

الحقيقة ان جزء من الصعود مرتبط بعوامل مؤقتة زي توقعات خفض الفايدة وضعف الدولار لكن جزء تاني مرتبط بتحول هيكلي في الطلب الصناعي وده عنصر طويل الاجل.

لو الفيدرالي فعلا بدأ دورة خفض فايدة قوية خلال الفترة الجاية ده هيبقى دعم اضافي للفضة ولو استمرت الاستثمارات في الطاقة المتجددة والتكنولوجيا بنفس الوتيرة الطلب على الفضة هيكمل نمو وده يخلي الاسعار تفضل قوية.

لكن في نفس الوقت لازم ناخد بالنا ان اي تهدئة في السياسة النقدية او تحسن مفاجئ في الدولار ممكن يعمل تصحيح سعري قوي وده وارد جدا في سوق معروف بتقلباته زي سوق الفضة.

اللي نقدر نقوله بثقة ان الفضة خرجت من عباءة المعدن المنسي وبقت لاعب اساسي في معادلة الاستثمار العالمية واللي بيتعامل معاها النهارده لازم يبقى فاهم انها فرصة كبيرة بس مخاطرتها اعلى من الدهب وان المنافسة بينهم مش معناها ان واحد هيختفي والتاني يكسب لا الاتنين مكملين بس كل واحد بدور مختلف وزمن مختلف وطبيعة مستثمر مختلفة.