قلعة إنتاج الفخار في مصر.. بتدخل البلد ملايين الدولارات ومافيهاش عاطل

بتدخل البلد ملايين الدولارات ومافيهاش شاب عاطل واحد .. قرية جريس.. قرية مصرية قدرت بصناعة الفخار توصل للعالمية بتمولها الامام المتحدة وبتدعمها.. ودول أوروبا بيتنافسوا على منتجاتها.. يا ترى إيه حكاية القرية دي؟

في قلب محافظة المنوفية وتحديدًا مركز أشمون موجودة قرية اسمها جريس قرية شكلها بسيط لكن اللي بيحصل جواها أكبر بكتير من حجمها جريس مش مجرد قرية مصرية عادية دي مكان اتولد فيه الفخار واتربى وكبر وبقى صناعة بتدخل عملة صعبة للبلد واسمها معروف برّه مصر.

أول ما تدخل جريس بتلاحظ إن الفخار هناك مش مهنة فردية ده نظام حياة كامل تقريبًا مافيش بيت في القرية إلا وجواه ورشة ومش ورشة للعرض ورشة شغالة طول اليوم الطين بيتشكّل الدولاب بيلف النار بتولّع ومن بين إيدين أهالي القرية بيطلع فخار بكميات كبيرة كل يوم.

القرية لوحدها بتضم أكتر من 200 ورشة فخار ما بين ورش كبيرة متخصصة في الإنتاج والتجهيز للتصدير وورش صغيرة جوه البيوت بتكمّل السلسلة الرقم ده يخلي جريس واحدة من أكبر وأقدم مراكز صناعة الفخار في مصر كلها ومهنة متوارثة من جيل لجيل ومصدر الدخل الأساسي لمئات الأسر.

اللي بيميزها إن إنتاجها ماوقفش عند السوق المحلي.. وفيه جزء كبير من الادوات الفخارية اللي بتتصنع في القرية بيتم تصديره برة مر حسب الطلب وخصوصا للدول العربية وده  تحديدا اللي خلى قرية صغيرة في المنوفية تبقى طرف أساسي في حركة تصدير صناعة يدوية مصرية أصيلة وتساهم في إدخال عملة صعبة للاقتصاد المصري.

ورغم إن الفخار صناعة قديمة إلا إنها قدرت تواكب العصر.. العالم بدأ يبص للقرية كنموذج نادر.. وعلشان كده منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية اختارت جريس تحديدًا واعتبرتها قلعة الفخار في مصر.

الدعم اللي اتقدّم ماكانش شكلي، لكنه اشتغل على تطوير الصناعة نفسها من جوه من خلال تدريب عشرات الأسر العاملة في الفخار على تحسين الشكل الجمالي والتصميمات الحديثة علشان المنتج المصري يفضل محافظ على هويته وفي نفس الوقت ينافس عالميًا
التحول ده نقلها من مجرد قرية حرفية لقرية إنتاجية عالمية التفكير نفس الطين المصري ونفس الأيدي لكن بعقلية تصدير وسوق دولي صناعة واجهت تحديات زي انتشار البلاستيك وصعوبة التسويق لكنها فضلت صامدة لأن القرية كلها واقفة ورا المهنة ومتمسكة بيها.

جريس النهارده مثال واضح إن العالمية مش محتاجة مصانع ضخمة ولا مدن صناعية عملاقة محتاجة قرية مؤمنة بنفسها وبتراثها وقدرت تحوله لقيمة اقتصادية حقيقية قرية مصرية صغيرة بدأت من الطين ووصلت للعالم وفضلت محافظة على هويتها وهي بتدخل اسمها واقتصاد بلدها ساحة المنافسة الدولية.