الأربعاء 17 ديسمبر 2025
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير التنفيذي
أحمد لطفي
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير التنفيذي
أحمد لطفي
أخبار

الذهب يلمس أبواب القمة التاريخية وسط تصعيد فنزويلا وترقب الفائدة

الأربعاء 17/ديسمبر/2025 - 09:26 ص
سبائك الذهب
سبائك الذهب

اقتربت أسعار الذهب من تسجيل مستوى قياسي جديد، مدعومة بتصاعد التوترات الجيوسياسية المرتبطة بفنزويلا، إلى جانب استمرار رهانات المستثمرين على اتجاه الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي نحو خفض أسعار الفائدة خلال الفترة المقبلة، في وقت تترقب فيه الأسواق صدور بيانات التضخم الأمريكية الحاسمة.

وتداول المعدن النفيس قرب مستوى 4330 دولاراً للأونصة، ليبقى على مسافة محدودة من أعلى مستوى تاريخي سجله في أكتوبر الماضي. وجاء هذا الأداء بعد تعافٍ سريع من تراجع طفيف في الجلسة السابقة، أنهى سلسلة مكاسب امتدت لخمسة أيام متتالية، في إشارة إلى استمرار قوة الزخم الصاعد في سوق الذهب.

ويحظى الذهب بدعم متزايد من التطورات الجيوسياسية، خاصة بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب فرض حصار على ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات أثناء دخولها إلى فنزويلا وخروجها منها، بالتزامن مع تصعيد سياسي وعسكري ضد حكومة الرئيس نيكولاس مادورو. وأعادت هذه التطورات إحياء المخاوف بشأن الاستقرار الإقليمي وإمدادات الطاقة العالمية، ما عزز الطلب على الذهب كملاذ آمن في أوقات عدم اليقين.

ولا يقتصر دعم الذهب على العامل الجيوسياسي فحسب، إذ يستفيد المعدن الأصفر أيضاً من السياسة النقدية الأمريكية، بعدما نفذ الاحتياطي الفيدرالي خفضه الثالث على التوالي لأسعار الفائدة. وتُعد بيئة الفائدة المنخفضة مواتية للذهب، كونه لا يدر عائداً، ما يزيد من جاذبيته مقارنة بالأصول الأخرى المرتبطة بالعائد.

وفي الوقت الحالي، تسعّر الأسواق احتمالاً يقارب 25% لخفض إضافي في أسعار الفائدة خلال يناير، بينما يترقب المستثمرون بيانات التضخم المرتقبة لمعرفة مدى مرونة الأسعار، وما إذا كانت ستمنح الفيدرالي مساحة أوسع لمواصلة التيسير النقدي.

وتلعب بيانات سوق العمل الأمريكية دوراً مكملاً في هذا المشهد، إذ أظهرت المؤشرات الأخيرة تباطؤاً في وتيرة التوظيف وارتفاع معدل البطالة، دون أن يصل ذلك إلى مستوى يثير مخاوف ركود حاد. وقد عزز هذا التباطؤ الاعتقاد بأن الفيدرالي قد يتجه إلى نهج أكثر حذراً، مع الإبقاء على خيار خفض الفائدة قائماً خلال الأشهر المقبلة.

وتتجه الأنظار كذلك إلى ملف تعيين رئيس جديد للاحتياطي الفيدرالي، إذ يُنظر إلى هذا القرار على أنه عامل مؤثر في مسار السياسة النقدية مستقبلاً. ويُتوقع أن يحمل اختيار الرئيس الجديد إشارات واضحة للأسواق بشأن وتيرة خفض الفائدة ومدى دعم النمو الاقتصادي في العام المقبل.

وبالتوازي مع صعود الذهب، سجلت الفضة مكاسب قوية وقفزت إلى مستوى قياسي جديد، في حين واصل البلاتين والبلاديوم تحقيق ارتفاعات ملحوظة، ما يعكس موجة صعود عامة في أسواق المعادن النفيسة، مدفوعة بضعف الثقة في العملات الرئيسية وزيادة الطلب التحوطي.

ويرى محللون أن الذهب قد يشهد فترة تماسك قصيرة الأجل بعد الارتفاعات القوية التي حققها هذا العام، قبل أن يستأنف مساره الصاعد بوتيرة أكثر استدامة، مدعوماً باستمرار مشتريات البنوك المركزية وتصاعد المخاطر الجيوسياسية وتزايد الشكوك حول آفاق الاقتصاد العالمي.