سعر الذهب في الأسواق المصرية اليوم الجمعة 12 ديسمبر
سجّل الذهب العالمي في بداية جلسة اليوم مكاسب قوية دفعت الأسعار إلى أعلى مستوياتها في أسبوع، بعدما لامست الأونصة مستوى 4277 دولارًا مدعومة بارتفاعات متتالية خلال آخر جلستين. ويأتي هذا التحرك التصاعدي في محاولة واضحة من المعدن الأصفر للخروج من نطاق التحرك العرضي الذي ظل يسيطر على تداولاته لأكثر من أسبوعين قرب مستوى 4200 دولار، وهو النطاق الذي شكّل مستوى مقاومة رئيسيًا حدَّ من صعود الأسعار مؤخرًا.
ويشير محللون إلى أن محاولة الذهب كسر الجمود السعري تأتي مدفوعة بتغيرات عدة في المشهد الاقتصادي العالمي، أبرزها تراجع عوائد السندات الأمريكية عقب قرارات السياسة النقدية الأخيرة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي. ويمثّل انخفاض العائد على السندات عامل دعم مباشر للذهب، إذ يعزز جاذبيته كأصل استثماري لا يحقق عائدًا، لكنه يظل ملاذًا آمنًا في أوقات عدم اليقين الاقتصادي.
أسعار الذهب اليوم في مصر
شهدت السوق المصرية تحركًا ملحوظًا في أسعار الذهب تماشيًا مع الاتجاه العالمي، إذ جاءت الأسعار في تعاملات اليوم على النحو التالي:
عيار 24: 6491 جنيهًا
عيار 21: 5680 جنيهًا
عيار 18: 4868 جنيهًا
الجنيه الذهب: 45,440 جنيهًا
وتعكس المستويات الحالية حالة من الترقب بين المتعاملين، خاصة مع استمرار التذبذب في السعر العالمي وتغيرات الدولار الناتجة عن توجهات السياسة النقدية في الولايات المتحدة.
قرارات الفيدرالي الأمريكي وتأثيرها على الذهب
وعلى صعيد السياسة النقدية، تجنّب رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، الإشارة إلى أي مواعيد محددة بشأن خفض أسعار الفائدة خلال الفترة المقبلة، مؤكدًا أن القرارات المستقبلية ستعتمد على أداء الاقتصاد ومؤشرات التضخم.
ورغم لهجة الحذر التي اتسم بها تصريح باول، فإن الأسواق المالية اعتبرت الخطوات الأخيرة للفيدرالي إشارة واضحة نحو انتهاج سياسة نقدية أكثر تيسيرًا. فقد أعلن البنك استئناف شراء سندات الخزانة الأمريكية بواقع 40 مليار دولار شهريًا لتعزيز السيولة، في خطوة تُعد شكلًا من أشكال التيسير الكمي، وهو ما غذّى توقعات بأن دورة التشديد النقدي تقترب من نهايتها.
ويُتوقع أن يسهم هذا البرنامج في ضخ مزيد من السيولة داخل الأسواق خلال الأشهر المقبلة، بما قد يدعم الأصول الاستثمارية وفي مقدمتها الذهب، الذي يستفيد عادة من توجه البنوك المركزية نحو سياسات توسعية. وفعليًا، انعكس القرار سريعًا على عوائد السندات الأمريكية التي تراجعت مباشرة بعد الإعلان، مما خفّف الضغوط على أسعار الذهب وأعاد له بعض الزخم الذي فقده خلال الأسابيع الأخيرة.
توقعات مسار الذهب عالميًا ومحليًا
ويرى خبراء اقتصاديون أن قدرة الذهب على التماسك فوق مستوى 4200 دولار تمثل إشارة إيجابية على المدى القصير، وقد تدعم تحركًا صعوديًا جديدًا إذا استمرت الضغوط على الدولار واستمرت توقعات الأسواق بشأن السياسة التيسيرية للفيدرالي. إلا أن عامل المخاطرة يبقى حاضرًا، خاصة في ظل غياب وضوح كامل حول مسار الفائدة الأمريكية خلال النصف الأول من العام القادم.
وفي السوق المصرية، من المتوقع أن تستمر الأسعار في التحرك تحت تأثير مباشر للأسعار العالمية، مع بقاء العوامل المحلية—مثل حركة الدولار في البنوك—ذات تأثير أقل بفضل الاستقرار النسبي الذي يشهده سعر الصرف خلال الأسابيع الماضية.
