خطط فندقية غير مسبوقة حول أهرامات الجيزة بعد افتتاح المتحف المصري الكبير
تتجه أنظار الدولة والقطاع الخاص نحو واحدة من أكثر المناطق السياحية ثراءً وجاذبية في العالم، بعدما دخل المتحف المصري الكبير مرحلة التشغيل الكامل، ليعيد تشكيل المشهد الاستثماري والسياحي المحيط بهضبة الأهرامات.
هذا الافتتاح الضخم الذي شهده المتحف المصري الكبير، لم يكن حدثًا ثقافيًا فقط، بل أصبح نقطة انطلاق لموجة أوسع من التطوير العمراني والفندقي، تهدف إلى تحويل المنطقة إلى مركز عالمي للسياحة الثقافية الراقية، وهو ما تطمح إليه الدولة في تحويله إلى واقع من خلال الشراكة مع القطاع الخاص خلال السنوات القليلة المقبلة.
رؤية حكومية لتغيير خريطة الاستثمار السياحي
في هذا السياق، أكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أن الحكومة عقدت اجتماعًا موسعًا لبحث خطة التطوير الشاملة للمنطقة المحيطة بهضبة الأهرامات، موضحًا أنه تم الاستعانة بمكتب استشاري عالمي لوضع تصور متكامل لكيفية تعظيم الاستفادة من هذه المنطقة الفريدة.

وقال إن الخطة تركز على إضافة أنشطة سياحية جديدة وتوسيع الطاقة الفندقية، بما يتناسب مع الطفرة التي شهدتها المنطقة بالتزامن مع افتتاح المتحف المصري الكبير، مشيرا إلى أن هناك مشروعًا طموحًا لإنشاء أكثر من 10 آلاف غرفة فندقية جديدة سيتم تنفيذها بالشراكة بين الدولة والقطاع الخاص، في خطوة تعكس إيمان الحكومة بقدرة المنطقة على استيعاب توسعات ضخمة خلال السنوات القليلة المقبلة.
طاقة فندقية محدودة.. وطلب سياحي يتضاعف
وفق البيانات الرسمية، تبلغ السعة الفندقية الحالية في محافظة الجيزة نحو 9316 غرفة فندقية فقط، وهو رقم لا يتناسب مع حجم الإقبال المتوقع مستقبلاً، ورغم محدودية هذه السعة، تشير التقارير إلى أن فنادق منطقة الأهرامات تسجل نسب إشغال مرتفعة بين 60% و70%، وهي مستويات أعلى بكثير مقارنة بالعام الماضي، ما يعكس تسارع التعافي في قطاع السياحة بعد فترة الجائحة.
هذا الارتفاع في الطلب لا يمر دون استجابة من المستثمرين؛ فبحسب تقارير حديثة، يجري ضخ استثمارات تقدر بنحو 3 مليارات جنيه لإضافة ما يقارب 1500 غرفة فندقية جديدة بنهاية العام المقبل، معظمها في المناطق المحيطة بالأهرامات والمتحف المصري الكبير، في ظل توقعات بارتفاع العائد الاستثماري خلال الفترة المقبلة.
طفرة سياحية.. وتضاعف مرتقب في التدفقات الدولارية
وفي سياق متصل، قال رجل الأعمال هشام طلعت مصطفى، أحد الشركاء الاستراتيجيين للمتحف المصري الكبير، إن افتتاح المتحف يمثل «نقطة تحول تاريخية» لمصر، ليس على الصعيد السياحي فقط، بل للاقتصاد الوطني ككل.
وأوضح خلال مداخلة تلفزيونية أن المشروع سيحدث نقلة نوعية في حجم الحركة السياحية الوافدة إلى مصر، وسيضعها بقوة على خريطة السياحة الثقافية العالمية، بما ينعكس مباشرة على زيادة تدفق العملات الأجنبية ودعم مصادر الدخل القومي، مشددا على أن القطاع السياحي لطالما كان من أهم روافد العملة الصعبة، ومع تشغيل المتحف بالكامل، ستدخل مصر مرحلة جديدة من الجذب السياحي عالي القيمة.
عودة بريق الفنادق التاريخية.. وولادة معالم فندقية جديدة
ولا يقتصر التطوير على الفنادق الحديثة فقط، إذ تشهد المنطقة أعمال تجديد شاملة في قصر مينا هاوس التاريخي، استعدادًا لإعادة افتتاحه خلال عام واحد، ليستعيد بريقه القديم ورونقه الذي عرفه العالم قبل أكثر من قرن.

كما كشف عن إنشاء فندق فور سيزونز جديد بالقرب من المتحف المصري الكبير، سيتم تصميمه وفق أعلى درجات الفخامة العالمية، ليكون أيقونة معمارية تضاهي المتحف نفسه. وسيمتاز الفندق بميزة فريدة، إذ سيتمكن النزلاء من الوصول سيرًا على الأقدام إلى المتحف عبر ممرات خاصة تربط بينهما مباشرة.
منطقة الأهرامات على أعتاب مرحلة جديدة
في ضوء هذه التحركات المتسارعة، تبدو منطقة الأهرامات والمتحف المصري الكبير على أعتاب مرحلة جديدة من التحول الشامل، حيث تتقاطع الاستثمارات الفندقية الضخمة مع الرؤية الحكومية للتطوير المتكامل، في مشهد يعكس إصرار الدولة على إعادة صياغة مستقبل السياحة في مصر.
ومع التوسع في الطاقة الفندقية، وعودة الفنادق التاريخية بروح معاصرة، وظهور كيانات عالمية جديدة بجوار أحد أهم المتاحف في العالم، تتجه المنطقة نحو أن تصبح مركزًا سياحيًا من الطراز الأول، قادرًا على جذب ملايين الزوار سنويًا، وترسيخ حضور مصر على خريطة السياحة الدولية بقوة أكبر من أي وقت مضى.
