الخميس 11 ديسمبر 2025
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير التنفيذي
أحمد لطفي
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير التنفيذي
أحمد لطفي
بورصة

الأسهم العالمية تتراجع وسط ضبابية مسار خفض الفائدة الأمريكية في 2026

الخميس 11/ديسمبر/2025 - 09:06 ص
الأسهم العالمية
الأسهم العالمية

تراجعت الأسواق العالمية اليوم الخميس، بعد يوم واحد من قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بخفض سعر الفائدة للمرة الثالثة على التوالي، في خطوة رحّبت بها الأسواق بدايةً، قبل أن تتبدد موجة التفاؤل سريعاً بفعل غياب الوضوح بشأن مسار السياسة النقدية خلال العام المقبل، إضافة إلى النتائج المخيبة لشركة "أوراكل" التي ضغطت على أسهم التكنولوجيا.

وفي تداولات آسيا، انخفضت عقود مؤشر "ناسداك 100" الآجلة بما يصل إلى 1.1%، وسط عمليات بيع واسعة في أسهم التكنولوجيا، لتتراجع المؤشرات عن مكاسبها المبكرة. كما تراجعت عقود "إس آند بي 500" الآجلة بنسبة 0.6%، فيما تراجعت أسعار "بتكوين" بأكثر من 2%، في مؤشر على ضعف شهية المخاطرة لدى المستثمرين بعد أيام من الارتفاعات المتتالية.

وجاء هذا التراجع في وقت هوت فيه أسهم "أوراكل" بأكثر من 10% خلال التداولات الممتدة، بعدما سجّلت الشركة نتائج أقل من التوقعات في قطاع الحوسبة السحابية، وهو القطاع الذي يُعدّ ركيزة أساسية في سباق الذكاء الاصطناعي العالمي. وانعكست نتائج "أوراكل" بقوة على أسهم التكنولوجيا، باعتبارها مؤشراً رئيسياً للإنفاق على مراكز البيانات الضخمة، ما دفع متداولين إلى إعادة تقييم رهاناتهم على شركات البنية التحتية للذكاء الاصطناعي.

وفي وول ستريت، كان مؤشر "إس آند بي 500" قد أغلق جلسة الأربعاء مرتفعاً بنسبة 0.7%، مقترباً من أعلى مستوياته التاريخية، بعدما أعلن الفيدرالي خفضاً جديداً للفائدة، وأكد رئيسه جيروم باول أن الاقتصاد الأميركي لا يزال "قوياً" رغم الضغوط التضخمية الناتجة عن الرسوم الجمركية. لكن رغم هذه النبرة المتفائلة، أبقى مسؤولو الفيدرالي على توقعاتهم بخفض واحد فقط للفائدة في 2026، وهي إشارة اعتبرها المستثمرون أقل دعماً مما كانوا يأملون.

وتعززت حالة عدم اليقين مع تصويت ثلاثة من أعضاء لجنة السوق المفتوحة ضد قرار الفائدة، للمرة الأولى منذ عام 2019، في انعكاس لانقسام واضح داخل البنك المركزي حول المسار الأمثل للسياسة النقدية. ويرجح محللون أن هذا الانقسام قد يفاقم حالة الحذر في الأسواق خلال الأسابيع المقبلة.

وفي آسيا، كان المستثمرون يراقبون أيضاً تبعات الرسوم الجديدة التي أقرّتها المكسيك على واردات المنطقة، إضافة إلى ترقب قرار الفائدة من البنك المركزي الفلبيني. كما تتجه الأنظار إلى مزاد السندات اليابانية لأجل 20 عاماً، وسط تقلبات حادة في عوائد السندات العالمية بعد تحركات الفيدرالي لإعادة بناء احتياطيات البنوك عبر مشتريات جديدة من أذون الخزانة.

من جهته، استقر مؤشر الدولار بعد تراجعه أمس بنسبة 0.4%، بينما ارتفعت أسعار النفط بدعم من توترات جيوسياسية إثر مصادرة الولايات المتحدة ناقلة خاضعة للعقوبات قبالة سواحل فنزويلا. أما الذهب، فتخلى عن مكاسبه المبكرة، في حين حافظت الفضة على مستوياتها القياسية الجديدة.

ويرى محللون أن الأسواق تسير حالياً بين موجتي دعم وضغط: الأولى ناتجة عن خفض الفائدة الأميركي وتحسن توقعات الإنتاجية والنمو التي تحدث عنها باول، والثانية مرتبطة بغياب الوضوح حول حجم وتوقيت التخفيضات المتوقعة في 2026، إضافة إلى الضغوط المتنامية على أسهم التكنولوجيا بعد نتائج الشركات الكبرى.

ويقول خبراء إن الجلسات المقبلة قد تشهد تقلبات ملحوظة، مع تركيز المستثمرين على البيانات الاقتصادية الأميركية وعلى تقرير الوظائف المرتقب الذي سيحدد — إلى حد كبير — اتجاه الأسواق في المدى القريب.