الأسهم الآسيوية تتراجع مع ترقب الأسواق لقرار الفيدرالي وسط تضارب البيانات الاقتصادية
تراجعت معظم الأسهم الآسيوية اليوم الأربعاء، بعد جلسة فاترة في "وول ستريت"، مع استمرار حالة الترقب لدى المستثمرين بشأن مسار السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي الأميركي. ويراقب المتعاملون بشكل خاص "المخطط النقطي" لتوقعات أعضاء الفيدرالي والتوقعات الاقتصادية، إلى جانب تصريحات رئيسه جيروم باول حول مستقبل خفض أسعار الفائدة هذا العام.
وقادت الأسهم الصينية التراجعات، حيث أظهرت بيانات حكومية ارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين خلال نوفمبر بنسبة 0.7% على أساس سنوي، مقابل زيادة 0.2% في أكتوبر، مما أضعف الآمال بخفض الفائدة. كما انخفضت الأسهم في اليابان وأستراليا، بينما ظلت العقود الآجلة للأسهم الأميركية شبه مستقرة في التداولات الآسيوية.
وفي الوقت نفسه، واصلت الفضة مكاسبها بعد اختراقها مستوى 60 دولاراً للأونصة، مدفوعة برهانات المستثمرين على استمرار التيسير النقدي من الفيدرالي، واستمرار شح الإمدادات في الأسواق العالمية. وارتفعت أسعار الفضة إلى مستوى قياسي بلغ 60.92 دولاراً للأونصة، فيما بقي الذهب مستقراً عند 4208.80 دولاراً للأونصة.
وقالت هيبي تشين، محللة الأسواق في "فانتدج ماركتس" في ملبورن، إن "الأسهم الآسيوية تنجرف في المنطقة الحمراء بشكل طفيف، فيما يستعد المستثمرون لأحد أكثر قرارات الفيدرالي وضوحاً وغموضاً في الوقت ذاته هذا العام". وأضافت أن خفض 25 نقطة أساس يبدو محسوماً، لكن العامل الحقيقي سيكون التوقعات الاقتصادية للفيدرالي، التي تُقدّم بشكل غير معتاد من دون بيانات كاملة لمربع السنة المالية، ما يترك مساحة كبيرة للتأويل والتقلبات.
وفي قطاع التجزئة الصيني، خالفت بعض الأسهم الاتجاه العام بعد دعوة بكين لإعطاء الأولوية لهذا القطاع لتعزيز الطلب المحلي. وارتفعت أسهم "يونغهوي سوبرستورز" و"فوجيان دونغباي غروب" بالحد اليومي الأقصى المسموح به البالغ 10%.
على صعيد سندات الخزانة الأميركية، بقيت مستقرة في التداولات الآسيوية بعد انخفاضها الثلاثاء، حين أظهرت البيانات زيادة عدد الوظائف الشاغرة إلى أعلى مستوى في خمسة أشهر. ويترقب المستثمرون ما إذا كان بيان الفيدرالي سيتضمن مؤشرات حول إمكانية التوقف المؤقت في دورة التيسير النقدي، مع احتمال تعديل التوقع الوسطي لخفض الفائدة في 2026.
وفي أسواق الطاقة، حافظ النفط على أكبر انخفاض له خلال يومين، مع استمرار المخاوف بشأن فائض المعروض العالمي. تداول خام "برنت" قرب 62 دولاراً للبرميل، بينما بقي خام "غرب تكساس" فوق 58 دولاراً، وسط توقعات صدور تقارير من وكالة الطاقة الدولية وأوبك هذا الأسبوع قد تؤثر على التوقعات المستقبلية للأسواق.
وبشكل عام، تعكس الأسواق الآسيوية تقلبات غير مسبوقة وسط تضارب المعطيات الاقتصادية، بما في ذلك بيانات التضخم في الصين، توقعات خفض الفائدة الأميركية، وأداء المعادن النفيسة والنفط. ويظل المستثمرون في حالة ترقب قصوى لأي إشارة من الفيدرالي قد تحدد اتجاه السيولة والأسواق في الفترة المقبلة.
