دراسة: استثمارات الذكاء الاصطناعي في قطاع السيارات تواجه خطر الانحسار خلال السنوات المقبلة
أظهرت دراسة حديثة أصدرها مختبر أبحاث التكنولوجيا العالمي "جارتنر"، أن استثمارات شركات صناعة السيارات في مجال الذكاء الاصطناعي (AI) مهددة بالانحسار خلال السنوات المقبلة، حيث يتوقع أن تحافظ مجموعة محدودة فقط من الشركات على استثمارات طموحة في هذا المجال.
وأوضحت الدراسة أن قطاع السيارات، الذي شهد خلال السنوات الماضية طفرة في دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي لتطوير القيادة الذاتية وتحليل البيانات وتحسين كفاءة الإنتاج، بدأ يواجه تحديات اقتصادية وتنظيمية تؤثر على قرارات الاستثمار. وأشارت الدراسة إلى أن بعض شركات السيارات تركز على تحقيق عوائد قصيرة الأجل، ما يقلل من قدرتها على تخصيص ميزانيات كبيرة للبحث والتطوير في مجال الذكاء الاصطناعي، مقارنة بالمستثمرين الأوائل في هذا القطاع.
وأشارت الدراسة إلى أن ارتفاع التكاليف التشغيلية، وتقلبات أسعار المواد الخام، والقيود التنظيمية المتعلقة بالسلامة والأمان، بالإضافة إلى المنافسة المتزايدة في سوق السيارات الكهربائية والقيادة الذاتية، كلها عوامل أدت إلى تراجع وتيرة الاستثمارات في مجال الذكاء الاصطناعي. وأضافت أن الشركات التي ستستمر في الاستثمارات الكبيرة غالبًا ما ستكون شركات رائدة ذات قدرة مالية قوية ومهارات تقنية متقدمة، بينما من المرجح أن تتخلى الشركات الأصغر عن بعض المشاريع أو تؤجلها.
وقال خبراء في "جارتنر" إن الاستثمار في الذكاء الاصطناعي لم يعد يقتصر على تطوير السيارات ذاتية القيادة فحسب، بل يشمل أيضًا تحسين عمليات سلسلة التوريد، وإدارة المخزون، وتحليل بيانات العملاء، وتحسين تجربة المستخدم داخل السيارات. ومع ذلك، فإن عدم استقرار الأسواق المالية والتحديات الاقتصادية قد تجعل هذه الاستثمارات أكثر حذرًا.
وأضافت الدراسة أن شركات السيارات الأوروبية والأمريكية كانت الأكثر تأثرًا، فيما تميل بعض شركات السيارات الآسيوية إلى الحفاظ على استثماراتها، مستفيدة من الدعم الحكومي والسياسات المواتية لتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي. وأكدت الدراسة أن هناك حاجة ماسة للشركات للتعاون مع شركات التكنولوجيا الكبرى، والاستفادة من الشراكات الاستراتيجية لتقليل المخاطر المالية وتعزيز الابتكار.
كما أشارت الدراسة إلى أن الذكاء الاصطناعي سيظل محركًا رئيسيًا للتحول الرقمي في قطاع السيارات، مع التركيز على تحسين السلامة، وكفاءة استهلاك الوقود، وعمليات الصيانة التنبؤية، إضافة إلى تطوير حلول النقل الذكي والمستدام. وأوصت الدراسة الشركات بضرورة وضع استراتيجيات واضحة للاستثمار طويل الأجل، وتحسين إدارة المخاطر، والعمل على تمكين فرق البحث والتطوير من تنفيذ مشاريع مبتكرة ضمن ميزانيات مرنة.
يُذكر أن هذا التقرير يأتي في وقت حساس يشهد فيه قطاع السيارات تغييرات كبيرة، خاصة مع الانتقال السريع نحو السيارات الكهربائية والتحديات البيئية والتنظيمية الجديدة، ما يجعل إدارة الاستثمار في الذكاء الاصطناعي أولوية استراتيجية للنجاح المستقبلي.
