هدوء ما قبل العاصفة.. إيه اللي بيحصل في سوق الدهب؟
اللى متابع سوق الدهب مؤخرا هيلاحظ إن فيه هدوء غريب حاصل في أسعار الدهب اليومين دول.. فيا ترى ايه سر الهدوء ده ؟ وليه اسعار الدهب حصل فيها استقرار مؤخرا ؟ وليه التجار والمستثمرين واقفين مترقبين كأنهم مستنيين حاجة كبيرة تحصل؟وإيه اللي هيعمله الفيدرالي الأمريكي في قرار الفايدة.. واللي هيترتب عليه مصير الدهب عالمياً في الأسابيع الجاية؟
خلونا نرجّع الورق لورا شوية ونفهم الصورة.. الدهب عالمياً وداخل مصر بيتحرّك دلوقتي في نطاق ضيق جداً وده مش طبيعي في موسم قرارات الفيدرالي اللي دايماً بيهز الأسواق.
التقرير الأخير لـ آي صاغة بيأكد إن سعر جرام 21 نزل حوالي 15 جنيه في يوم واحد وسعر الأونصة عالمياً فقد 20 دولار دفعة واحدة ووصل حوالَي 4190 دولار وفي نفس الوقت سعر الدولار نفسه ضعيف وبيهبط بقاله سبع أيام متتالية وده المفروض يرفع الدهب بس ده ماحصلش.
اللي حاصل هنا مش هبوط.. اللي حاصل هنا هدوء ما قبل العاصفة.
ليه بنقول كده ؟ لأن الاجتماع الجاي للفيدرالي الأمريكي هو اللي هيحدد اتجاه كل الأسواق العالمية.. وعلى رأسها الدهب.. الفيدرالي داخل الاجتماع وهو شايف تباطؤ واضح في سوق العمل الأميركي مؤشر ADP نزل بشكل مفاجئ، وكمان مؤشر مديري المشتريات الخدمي أظهر ضعف في الطلب وتراجع في الضغوط التضخمية
الأرقام دي معناها إن الاقتصاد الأميركي بيهدي.. والتضخم بينزل.. وده بالمنطق يخلي الفيدرالي يفكر بجدية إنه يقلل الفايدة في اجتماعه يوم 9 و10 ديسمبر.
طب إيه علاقة ده بالدهب؟
الدهب طول عمره بيحب فايدة قليلة.. وبيكره الفايدة العالية.. لأن وقت الفايدة المرتفعة المستثمرين يروحوا للودائع والسندات.. لكن لما الفايدة تنزل الناس بتهرب للدهب كملاذ آمن.
وده بالضبط اللي مخلي السوق واقفة دلوقتي في وضع استعداد.. كل مستثمر عارف إن قرار الفيدرالي المرة دي ممكن يغيّر اتجاه السوق بالكامل.
ولو الفيدرالي فعلاً خفّض الفايدة زي ما الأسواق مرجحة.. ساعتها الطلب على الدهب هيزيد عالمياً وسعر الأونصة ممكن يكسر مستويات جديدة فوق الـ 4200 دولار ويجرب على مستويات أعلى لأول مرة من أسابيع.. ده غير إن ضعف الدولار أصلاً بيدّي دفعة إضافية.. ومع كل نقطة بينزلها الدولار، الدهب بياخد نفس أطول.
طيب والدهب في مصر؟
رغم انخفاض الأسعار الأيام اللي فاتت، جرام 21 واقف عند حوالَي 5600 جنيه، وعيار 24 عند 6400 جنيه، وعيار 18 عند 4800 جنيه، لكن السوق المحلي دايماً بيستجيب بشكل متأخر شوية للمتغيرات العالمية وبياخد اتجاهه الحقيقي بعد ما الصورة تتضح بره
يعني لو الأونصة طلعت عالمياً بعد قرار الفيدرالي.. السوق المصري مش بس هيتحرك.. ده غالباً هيتحرك بشكل أسرع خصوصاً مع إن الجنيه الذهب لسه ثابت حوالَي 44.8 ألف جنيه ومابيطلعش غير لما الأسعار تاخد منعطف حاد.
وعشان كده كل الأعين دلوقتي على الفيدرالي الأمريكي.. وكل نقطة هيقولها في مؤتمره الصحفي هتنعكس فوراً على الأسعار داخل مصر وبره.
