خبر الموسم.. أكبر شركة سيارات في العالم هتصنع عربيات في مصر
عملاق السيارات الأول في أوروبا وواحد من أكبر المصنعين في العالم شركة فولكس فاجن بتجهز لإنشاء مصنع سيارات متكامل في شرق بورسعيد.. ياترى إيه أهمية خبر زي ده ؟و هل ده مجرد توسع طبيعي ولا بداية مرحلة جديدة لسوق السيارات في مصر؟ وهل معناه إن العربيات هترخص ولا هنعرف نصنع عربيات محلية بمواصفات عالمية؟ وإزاي مصر بقت وجهة مفضلة لكبرى الشركات العالمية في قطاع السيارات بالذات؟ وليه شركات كتير بقت شايفة إن التوقيت الحالي هو الأنسب للدخول في التصنيع داخل السوق المصري؟
القصة بدأت مع الخطة اللي أعلنت شركة فولكس فاجن إنها هتنفذها في مصر على مراحل أول خطوة هتكون التصنيع لدى الغير من خلال مصنع الشركة المصرية الألمانية للسيارات إجا وبعدها المرحلة الأكبر وهي إنشاء مصنع كامل داخل المنطقة الصناعية بشرق بورسعيد وده معناه دخول مباشر في عمق الصناعة نفسها مش تجميع بس ولا خطوط بسيطة ده مصنع كامل متكامل بيقدم دورة تصنيع واسعة وبيحط مصر رسميًا على خريطة الإنتاج العالمي للشركة.
الاجتماع اللي جمع الفريق كامل الوزير مع توماس شيفر الرئيس التنفيذي لفولكس فاجن كان مؤشر واضح إن الشركة واخدة الموضوع بجدية وبتتعامل مع الخطة كاستثمار طويل المدى مش تجربة ولو نجحت تكمل لأ الخطة فيها إنشاء مركز للبحث والتطوير ينقل تكنولوجيا مباشرة للكوادر المصرية وكمان مركز تدريب متخصص لصيانة وإصلاح السيارات الكهربائية وده معناه إن المشروع مش مصنع عربيات وبس ده بناء صناعة كاملة من أول التكنولوجيا لحد العمالة المدربة.
طيب ليه الخبر ده مهم للسوق المصري؟
الأهمية الحقيقية إن وجود شركة بحجم فولكس فاجن بيغير شكل السوق بالكامل لأن مجرد دخولها بيشجع شركات مكوّنات كتير إنها تيجي وتستثمر وده بيعمل شبكة موردين ومصانع مغذية وكل ما نسبة التصنيع المحلي تزيد الأسعار تستقر والجودة تعلى والسوق كله يبقى عنده منافسة حقيقية مش مجرد استيراد وأسعار بتتغير مع أي حركة في سعر الصرف غير إن المشروع ده بيدخل مصر لمجموعة الدول اللي عندها قواعد تصنيع عالمية وهو ده الهدف اللي الدولة شغالة عليه من سنين من خلال خطة توطين صناعة السيارات.

وجود المصنع في شرق بورسعيد تحديدًا ليه معنى كبير المنطقة دي موقعها جغرافي ممتاز على البحر المتوسط وعلى ممرات لوجستية مهمة وده بيخلي إنتاج المصنع مش موجه لمصر بس لكن للأسواق الإقليمية كمان وده جزء من رؤية الشركة اللي شايفة إن مصر بوابة لقارة أفريقيا وده كلام منطقي جدًا لأن اتفاقيات التجارة مع الدول الأفريقية بتدي ميزة كبيرة لأي منتج طالع من مصر يروح أسواق كتير بدون جمارك تقريبًا.
اللي بيخلي مصر جاذبة لشركات السيارات العالمية الفترة دي إن الدولة عاملة برنامج واضح جدًا لدعم الصناعة وهو البرنامج الوطني لتنمية صناعة السيارات اللي بيدي حوافز مباشرة وغير مباشرة وبيسهل الاستثمار في خطوط الإنتاج وكل ده مع وجود بنية تحتية قوية واستقرار تشريعي واهتمام حكومي بقطاع السيارات تحديدًا ومن سنين والدولة بتمهد للأرضية دي سواء في شبكة طرق حديثة أو مناطق صناعية جاهزة ومرافق كاملة.
أما عن تأثير الخبر ده على سوق السيارات في مصر فده تأثير مزدوج أولًا وجود شركة عملاقة زي فولكس فاجن بمعايير تصنيع عالمية هيعمل نوع من إعادة التوازن بين المعروض والطلب وبمرور الوقت ده هيساعد في زيادة المتوفر في السوق وتقليل الاعتماد على الاستيراد اللي دايمًا مرتبط بسعر الصرف ثانيًا لما يبدأ المصنع يشتغل ويطلع إنتاج فعلي هيحصل دخول طرازات جديدة بأسعار أكثر تنافسية لأنها تصنيع محلي بجزء كبير منها وده معناه إن السوق هيدخل مرحلة جديدة فيها خيارات أكتر واستقرار أكبر في الأسعار.
المهم هنا إن الخطوة دي مش خطوة منفصلة لكنها جزء من صورة أكبر مصر بتبنيها من سنة للتانية هدفها إنها تبقى مركز صناعي ولوجستي للسيارات في المنطقة وجود فولكس فاجن في شرق بورسعيد مش نهاية الطريق لكنه بداية مرحلة اقتصاد جديد بيقوم على التصنيع مش الاستيراد وعلى نقل التكنولوجيا مش مجرد استهلاكها.

