الثوم الأسود.. لماذا يتجاهل المزارعون "الذهب الأسود" رغم فوائده الأسطورية؟
وسط كل المحاصيل اللي بنزرعها في مصر، في كنز حقيقي محدش واخد باله منه، حاجة العالم بيبيعها بآلاف الجنيهات للكيلو، وإحنا عندنا خامتها ببلاش ومش مستغلينها.
الثوم الأسود.. منتج صغير في شكله، لكن قيمته أكبر بكتير من مجرد طعم جديد، العالم كله بيعتبره "ذهب غذائي"، ومصر رغم إنها من أكبر منتجي الثوم الأبيض لسه بعيدة عن اللعبة دي.. ليه؟ وإيه هو أصلاً الثوم الأسود؟ تعالوا نحكي من الأول.
الثوم الأسود يمكن ناس كتير تسمع الاسم لأول مرة، بس الحقيقة إنه واحد من أهم المنتجات الغذائية اللي واخدة شهرة عالمية خلال آخر كام سنة، ورغم إن شكله غريب وطعمه مختلف لكنه في الأساس مجرد ثوم أبيض عادي، خضع لعملية "تعتيق حراري" أو تخمير بطيء تحت حرارة ورطوبة معينة.
العملية دي بتتم داخل غرف خاصة، واللي بيحصل جوه الثوم مش إضافة مواد ولا كيماويات، ده مجرد إعادة تشكيل للسكريات والأحماض اللي جواه، والنتيجة؟ فص أسود ناعم، طعمه مسكر كده، وسهل الهضم.. وطباخين كبار بيستخدموه في أطباق مميزة، غير إنه بقى نجم في عالم الأغذية الصحية والمكملات.
طيب ليه بقى الثوم الأسود واخد كل الضجة دي؟
لأن فوائده كبيرة جدًا، والأبحاث بتقول إنه أقوى من الثوم الأبيض في حاجات كتير
أهم الفوائد اللي اتقالت عنه:
مقاومة للكانسر: لإنه غني بمضادات الأكسدة اللي بتحارب تلف الخلايا.
تنظيم سكر الدم: بيساعد الجسم على التعامل مع مستويات السكر بشكل أفضل.
تقوية المناعة: بفضل المواد اللي بتحارب الالتهابات والشوارد الحرة.
تحسين صحة الكبد: فيه مركبات بتساعد الخلايا المتضررة إنها تتجدد.
منع تساقط الشعر: خصوصًا لو استخدم كزيت.
تقوية الذاكرة والمخ: بيساعد على الوقاية من الزهايمر وأمراض المخ المرتبطة بالعمر.
وده اللي خلى الدول اللي بتنتجه زي الصين وكوريا واليابان تحوله لمنتج غالي القيمة وسعره عالي جدًا. والعالم كله تقريبًا بينتجه بكميات صغيرة لكن الطلب عليه كبير، خصوصًا من المطاعم الكبيرة وشركات المكملات.
طب نرجع لسؤال مهم.. ليه مصر رغم إنها واحدة من أكبر منتجي الثوم الأبيض مش بتنتج الثوم الأسود؟
الحقيقة إن فيه أكتر من سبب:
أول حاجة.. المصريين مش عارفينه، المنتج غريب عليهم، وطعمه مختلف، وبالتالي مش هيكون ليه سوق محلي يخلي مزارع أو مصنع يخاطر ويدخله، إلا لو كان للتصدير من البداية.
تاني حاجة.. التكنولوجيا المطلوبة مش منتشرة، إنتاجه محتاج غرف حرارية دقيقة تتحكم في الحرارة والرطوبة أسابيع طويلة، وأي غلطة بسيطة تتسبب إن الثوم يتعفن ويتلف كله، يعني مخاطرة عالية.
تالت نقطة.. تكلفة الإنتاج عالية، الأجهزة المطلوبة غالية، ومع غياب سوق واضح أو عقود تصدير مضمونة، الموضوع ما يشجعش المستثمرين.
رابع نقطة.. مفيش سوق تصديري ثابت، غير آسيا، محدش بيستورد بكميات، وبالتالي مصر مش هتدخل لعبة الإنتاج من غير ضمان بيع.
يعني من الاخر إحنا عندنا خامة قوية جدًا، وبنزرع ثوم يكفي ويزيد، ولو اتجهت مصر لإنشاء خطوط إنتاج للثوم الأسود، ممكن نفتح باب تصدير جديد وقيمة مضافة كبيرة للمزارعين.
وعشان كده الثوم الأسود مش منتج رفاهية.. ده كنز غذائي وصحي، وممكن يتحول لفرصة اقتصادية ضخمة، بس لسه مستني حد ياخد خطوة.
