الثلاثاء 02 ديسمبر 2025
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير التنفيذي
أحمد لطفي
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير التنفيذي
أحمد لطفي
أخبار

إدارة ترامب تضخ 150 مليون دولار في شركة ناشئة لتطوير تقنية ليزر متقدمة للرقائق

الثلاثاء 02/ديسمبر/2025 - 09:04 ص
الرئيس الأمريكي دونالد
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

في خطوة تعكس تصاعد سباق الولايات المتحدة نحو استعادة ريادتها في قطاع تصنيع الشرائح الإلكترونية المتقدمة، أعلنت الإدارة الأمريكية موافقتها على شراء حصة في شركة xLight الناشئة، المتخصصة في تطوير تقنيات الليزر عالية الدقة المستخدمة في تصنيع الرقائق الحديثة. وكشفت وزارة التجارة أن الحكومة ستستثمر ما يصل إلى 150 مليون دولار في الشركة ضمن جهودها لتعزيز قدرات البلاد في سلسلة توريد أشباه الموصلات، دون الإفصاح عن نسبة الملكية التي ستحصل عليها الدولة.

ويمثّل هذا التمويل أول استثمار لمكتب أبحاث وتطوير أشباه الموصلات منذ أن تولّت إدارة الرئيس دونالد ترامب الإشراف على معهد أبحاث أشباه الموصلات الذي تبلغ ميزانيته نحو 7.4 مليار دولار، والذي أنشئ لدعم التكنولوجيا المحلية وتقليل الاعتماد على الموردين الأجانب. ويأتي هذا التوجه استجابة للتحديات الاستراتيجية التي تواجهها الولايات المتحدة في مواجهة الهيمنة الآسيوية المتنامية على صناعة الشرائح، خاصة في الصين وكوريا الجنوبية وتايوان.

وتعد أنظمة الطباعة الضوئية بالأشعة فوق البنفسجية الشديدة التطور (EUV) من أهم الأدوات التي تُستخدم لإنتاج رقائق الحوسبة المتقدمة بأحجام متناهية الصغر. وتمتلك شركة «إيه إس إم إل» الهولندية احتكارًا شبه كامل لهذه التكنولوجيا، إذ تُصنّع وحدها آلات الطباعة التي تعتمد عليها كبريات الشركات العالمية مثل «تايوان لصناعة أشباه الموصلات» و«إنتل» و«سامسونغ». لكن العقبة الأبرز في تصنيع تلك الأنظمة تكمن في الليزر المعقّد المستخدم داخلها، وهو مجال تتطلع xLight إلى إحداث نقلة نوعية فيه.

وتعمل الشركة الناشئة على تطوير ليزر إلكتروني حر مستوحى من تقنية مُسرّعات الجسيمات، يهدف إلى إنتاج ضوء ليزري أكثر كفاءة في استهلاك الطاقة مقارنة بالتقنيات الحالية التي تتطلب معدلات طاقة هائلة للحفاظ على دقة التصنيع العالية. وتخطط الشركة لتطوير نموذج أولي يمكن دمجه مستقبلاً في معدات الطباعة الضوئية المتقدمة سواء لشركة «إيه إس إم إل» أو أي منافسين محتملين في السوق.

ووفقاً لوزارة التجارة، فإن هذا الاستثمار ليس مجرد دعم مالي، بل يشمل تعاونًا تقنيًا بين xLight وعدد من المختبرات الوطنية الأميركية، لإعادة بناء قدرات البلاد في واحدة من أكثر الصناعات الاستراتيجية حساسية وتأثيرًا، خصوصًا في ظل التوترات الجيوسياسية والحرب التكنولوجية بين واشنطن وبكين.

وقال وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك في تصريحات رسمية إن الولايات المتحدة «تخلّت لفترة طويلة عن ريادتها في الطباعة الضوئية المتقدمة»، مؤكدًا أن هذه المرحلة انتهت في ظل الإدارة الحالية التي تركز على استعادة السيطرة على مفاصل التكنولوجيا الحيوية. وأضاف أن أمن الإمدادات الصناعية لم يعد يحتمل الاعتماد على الخارج في التقنيات الأعلى قيمة.

ومن اللافت أن الشركة تضم في مجلس إدارتها التنفيذي بات غيلسنغر، الرئيس التنفيذي السابق لشركة «إنتل»، والذي انضم إليها في مارس الماضي، في إشارة إلى الجدية التي توليها واشنطن لدعم المواهب القيادية والخبرات الرفيعة في القطاع.

ويرى مراقبون أن هذه الخطوة تمثل جزءًا من استراتيجية أوسع تهدف إلى تحجيم الفجوة التكنولوجية مع المنافسين، ومنح الشركات الأميركية القدرة على خوض سباق الشرائح المتقدمة بوسائل إنتاج مستقلة، دون التعرض لضغوط خارجية أو عراقيل في الإمداد. كما يتوقع أن يسهم الاستثمار الجديد في تسريع ظهور منافسين جدد في مجال أنظمة الطباعة الضوئية، بما يعزز الابتكار ويقلل المخاطر المرتبطة باحتكار طرف واحد للتقنية.

ومع التكلفة الباهظة للبنية الصناعية والتعقيد التقني الكبير الذي تتطلبه صناعة الشرائح المتقدمة، يبدو أن الولايات المتحدة تسعى لخلق منظومة متكاملة تعزز أمنها التقني وتعيدها إلى صدارة هذا المجال الحيوي الذي يمثل قاعدة الثورة الصناعية الرقمية المقبلة.