النفط يتماسك مع تقييم المخاطر الجيوسياسية على الإمدادات
تواصل أسعار النفط العالمية تحركاتها المتقلبة في نطاق محدود خلال تداولات اليوم الثلاثاء، وسط حالة من الترقب تسود الأسواق النفطية مع تقييم المتعاملين للمخاطر الجيوسياسية المحيطة بإمدادات الخام، لاسيما بعد الهجمات المتكررة بالطائرات المسيّرة على منشآت الطاقة الروسية، وتزايد التوتر بين الولايات المتحدة وفنزويلا، في الوقت الذي تتباين فيه التوقعات بشأن مسار مخزونات الوقود الأمريكية خلال الأسابيع المقبلة.
وسجل خام برنت في التعاملات المبكرة ارتفاعًا طفيفًا قدره سبعة سنتات أو ما يعادل 0.1% ليصل إلى مستوى 63.24 دولار للبرميل، بينما زادت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 10 سنتات أو 0.2% لتسجل نحو 59.42 دولار للبرميل عند الساعة 04:27 بتوقيت جرينتش، ليحافظ الخامان على المكاسب التي تم تحقيقها خلال جلسة الاثنين والتي تجاوزت نسبتها 1%، بعدما اقترب الخام الأمريكي من أعلى مستوياته في نحو أسبوعين.
وتعكس هذه التحركات حالة الترقب الشديدة في الأسواق حيال تداعيات الهجمات الأخيرة التي استهدفت محطة خط أنابيب كاسبيان على البحر الأسود بواسطة طائرات مسيّرة أوكرانية، والتي أثرت على عمليات الشحن لفترة محدودة قبل أن تعلن الجهة المشغلة عن استئناف التحميل جزئيًا عبر إحدى نقاط الإرساء، فيما لا تزال النقطة الثانية تواجه أضرارًا تقنية يجري العمل على إصلاحها.
ويرى محللون في أسواق الطاقة أن استمرار التوترات العسكرية بين موسكو وكييف قد يجعل إمدادات الديزل وزيت الغاز العالمية أكثر حساسية لأي تعطّل جديد، ما قد يدفع أسعار النفط للصعود مجددًا في حال اتسع نطاق الهجمات أو أثّر بشكل مباشر على كميات التصدير الروسية.
في المقابل، تزداد حالة القلق في الأسواق بشأن مستقبل العلاقات بين الولايات المتحدة وفنزويلا بعد تصريحات للرئيس الأمريكي تشير إلى تشديد محتمل للإجراءات الاقتصادية وإغلاق المجال الجوي فوق البلاد بشكل كامل، وهو ما قد يؤثر على صادرات النفط الفنزويلية، رغم استبعاد بعض الخبراء لسيناريو المواجهة العسكرية المباشرة.
وفي سياق متصل، تحاول أسواق الطاقة استيعاب بيانات الإنتاج لدى تحالف أوبك+، بعدما تم الإعلان عن زيادة محدودة في إنتاج ديسمبر مع تعليق أي زيادات إضافية خلال الربع الأول من العام المقبل، في خطوة اعتبرها المحللون تأكيدًا على استمرار التزام التحالف بإدارة معادلة العرض والطلب والحفاظ على توازن السوق في المدى القصير.
كما ينتظر المتعاملون صدور بيانات المخزونات الأمريكية وسط توقعات متفاوتة، حيث تشير التقديرات الأولية إلى احتمال تراجع مخزونات النفط الخام مقابل ارتفاع مخزونات المنتجات النفطية، وهو ما قد يضغط على الأسعار مؤقتًا إذا تم تأكيده في البيانات الرسمية المرتقبة.
وتشير جميع المعطيات الحالية إلى أن أسعار النفط ستظل حساسة لأي أخبار جيوسياسية مفاجئة أو تغيّرات في قرارات الإنتاج العالمية، إلى جانب استمرار متابعة المتعاملين لسياسات البنك الفيدرالي الأمريكي وتوقعات الطلب العالمي خلال الفترة المقبلة، في ظل المخاوف من تباطؤ اقتصادي وتأثيره على مستويات استهلاك الطاقة عالمياً.
