بتكلفة مليار دولار.. تفاصيل مشروع صيني ضخم في قناة السويس
تواصل الاستثمارات الصينية توسعها داخل المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، حيث أعلنت الصين عن تنفيذ مشروع صناعي عملاق بتكلفة مليار دولار داخل مدينة سخنة 360، ليكون واحدًا من أكبر المجمعات الصناعية الفوسفاتية في الشرق الأوسط، على مساحة تمتد إلى مليون متر مربع، ويوفر ما يقرب من 10 آلاف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة.
المشروع الجديد يأتي في إطار خطط الصين لتعزيز وجودها الصناعي في مصر، ومع ارتفاع استثمارات الشركات الصينية في المنطقة خلال الأعوام الأخيرة، لتصبح ثاني أكبر جنسية من حيث تدشين المشروعات داخل المنطقة الاقتصادية بعد المستثمرين المصريين.
فيما يلي نسترض تفاصيل مشروع صيني ضخم في قناة السويس:
أكبر توسع خارجي للصين في الصناعات الفوسفاتية
أكدت الشركة الصينية المنفذة أن المشروع يمثل أكبر توسع خارجي في تاريخها، ويعتمد بالكامل على تحويل خام الفوسفات المصري إلى منتجات عالية القيمة موجهة للتصدير إلى أسواق جنوب آسيا والشرق الأوسط وأفريقيا وأمريكا الجنوبية.
ويتكون المشروع من 3 مراحل رئيسية:
المرحلة الأولى (بدء العمل 2025 – التشغيل 2028)
إنتاج حمض الفوسفوريك.
إنتاج أسمدة DAP وTSP بطاقة تصل إلى 300 ألف طن سنويًا لكل نوع.
توجيه الإنتاج للتصدير لتعزيز موارد العملة الصعبة.
المرحلة الثانية (2029 – التشغيل 2031)
إنتاج كيماويات فوسفاتية عالية النقاء تُطرح لأول مرة في الشرق الأوسط.
رفع القيمة المضافة للثروة المعدنية المصرية.
المرحلة الثالثة (التشغيل 2034)
التوجه إلى صناعات الطاقة الجديدة، وعلى رأسها فوسفات الحديد الليثيوم المستخدم في بطاريات السيارات الكهربائية.
قناة السويس.. مركز جذب للصناعة الصينية
وتحوّلت المنطقة المحيطة بقناة السويس خلال الأعوام الأخيرة إلى معقل للصناعات الصينية في مصر، مع زيادة تدفق الاستثمارات وتأسيس 125 مشروعًا صينيًا داخل المنطقة الاقتصادية بغرض التصدير، بحسب بيانات الهيئة، لتصبح الصين ثاني أكثر دولة تأسيسًا للمشروعات هناك بعد مصر.
وتشير البيانات إلى أن استثمارات الصينيين ارتفعت 2.7 مليار دولار خلال أول 11 شهرًا من العام الحالي، لتصل إلى 5.7 مليار دولار مقارنة مع 3 مليارات دولار سابقًا.
وقال وليد جمال الدين، رئيس المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، إن الهيئة نجحت خلال الثلاثة أعوام ونصف الماضية في جذب استثمارات بقيمة 11.6 مليار دولار، نصفها تقريبًا استثمارات صينية.
وأضاف أن التعاون مع منطقة "تيدا" الصينية تطور ليشمل أكثر من 200 مشروع صناعي ولوجيستي وخدمي باستثمارات تتجاوز 3 مليارات دولار، بالإضافة إلى نحو 700 مليون دولار في منطقة القنطرة غرب الصناعية.
وخلال العام الجاري، تم توقيع عشرات العقود مع شركات صينية، أبرزها:
عقد شركة "سايلون" بقيمة مليار دولار لتصنيع إطارات السيارات.
عقد شركة CJN لإنشاء مصنع لإنتاج الأسمدة الفوسفاتية داخل مدينة سخنة 360، باستثمارات تصل إلى مليار دولار.
لماذا تتجه الشركات الصينية إلى مصر؟
تتمتع المنطقة الاقتصادية لقناة السويس بمجموعة عوامل جذب كبرى، من بينها:
الإعفاءات الجمركية والضريبية وتسهيل الإجراءات.
موقع استراتيجي يربط بين ثلاث قارات ويخدم مليارات المستهلكين.
البنية التحتية الضخمة والموانئ الحديثة.
الاستفادة من تحولات سلاسل الإمداد العالمية وتوترات الرسوم الجمركية الأمريكية التي تدفع الشركات الصينية لتوسيع إنتاجها خارجيًا.
مصر تعزز شراكتها مع الصين
وقال حسن الخطيب، وزير الاستثمار والتجارة الخارجية المصري، إن مصر تكثف جهودها لجذب المزيد من الاستثمارات الصينية، خاصة في القطاعات الصناعية والتكنولوجية ذات القيمة المضافة.
وأكد في تصريحات لوكالة "شينخوا" أن المرحلة المقبلة تتطلب توسيع قاعدة الإنتاج المشترك، وزيادة الاستثمارات الصينية بما يدعم التصنيع المحلي ويعزز الصادرات إلى الأسواق الإقليمية والدولية.
وتشير بيانات الهيئة العامة للاستثمار إلى وجود أكثر من 2800 شركة صينية في مصر باستثمارات تتجاوز 8 مليارات دولار، تعمل في مختلف القطاعات، من بينها مشروعات كبرى مثل منطقة الأعمال المركزية في العاصمة الإدارية ومصانع إنتاج السيارات.
