استراتيجية مصر للطاقة المتجددة 2040: الطاقة الشمسية ركيزة أساسية لمستقبل مستدام
وزير الكهرباء يبرز الإمكانات المصرية للطاقة الشمسية في مجلة "آفاق الطاقة"
في عددها السادس، الصادر عن مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، تناول الدكتور محمود عصمت، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، الدور الاستراتيجي للطاقة الشمسية في تحقيق أمن الطاقة العالمي، وذلك من خلال مقال بعنوان: "دور الطاقة الشمسية في مصر لتحقيق أمن الطاقة العالمي: رؤى وتحليلات إقليمية ودولية".
وأوضح الوزير أن الطاقة الشمسية أصبحت أحد الركائز الأساسية لتعزيز الأمن الطاقي للدول، نظرًا لتزايد الطلب العالمي على الطاقة وتقلبات الأسواق الدولية والاضطرابات الجيوسياسية التي تؤثر على سلاسل الإمداد التقليدية للوقود الأحفوري. وأشار إلى أن الطاقة الشمسية توفر مصدرًا متجددًا لا ينضب، يقلل من الاعتماد على النفط والغاز والفحم، ويتيح للدول حماية اقتصاداتها من صدمات الأسعار العالمية.
وأكد عصمت أن دمج الطاقة الشمسية ضمن مزيج الطاقة يسهم في تنويع مصادر الطاقة وزيادة مرونة الشبكات الكهربائية، موضحًا أن الأنظمة اللامركزية للطاقة الشمسية تمكّن المجتمعات النائية من الحصول على الكهرباء بسهولة، ما يعزز التنمية المحلية ويقلل من الفقر الطاقي. كما لفت إلى أن انخفاض تكاليف إنتاج الطاقة الشمسية في السنوات الأخيرة يجعل الاستثمار فيها مجديًا اقتصاديًا، ويفتح آفاقًا جديدة لتوظيف الابتكار وخلق فرص عمل في مجالات التصنيع والتركيب والصيانة والبحث العلمي.
وأشار الوزير إلى الأبعاد البيئية للطاقة الشمسية، مؤكداً أنها تقلل من الانبعاثات الكربونية بنسبة تصل إلى 90% مقارنة بالوقود الأحفوري، وتساعد في تحسين جودة الهواء ومكافحة تغير المناخ، ما يعزز الصحة العامة ويحافظ على البيئة للأجيال القادمة.
وحول الإمكانات الوطنية، أشار عصمت إلى أن مصر تقع ضمن الحزام الشمسي العالمي، حيث تتراوح مستويات الإشعاع الشمسي السنوي بين 2000 و3200 كيلووات ساعة لكل متر مربع، ما يجعلها مؤهلة لتكون مركزًا إقليميًا وعالميًا للطاقة الشمسية. وأكد أن الدولة تتبنى استراتيجية طموحة للطاقة المستدامة حتى عام 2040، تهدف إلى رفع حصة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة إلى 42% بحلول 2030، و65% بحلول 2040، مع الاستفادة من الموارد الشمسية وطاقة الرياح والهيدروجين الأخضر.
واستعرض الوزير أبرز المشروعات الوطنية الناجحة، وعلى رأسها مجمع بنبان للطاقة الشمسية في أسوان بطاقة إنتاجية 1465 ميجاوات، الذي يسهم في تقليل الانبعاثات الكربونية بما يعادل إزالة 400 ألف سيارة من الطرق. كما شدد على جهود مصر في الربط الكهربائي الإقليمي مع الدول العربية والأوروبية لتصدير الطاقة المتجددة، بما يعزز دورها كمركز محوري للطاقة النظيفة.
وأشار الدكتور عصمت إلى الحوافز التي تقدمها الدولة لجذب المستثمرين في مشروعات الطاقة المتجددة، مثل تخصيص الأراضي، وضمان شراء الطاقة، وتخفيض الجمارك والضرائب، وتسهيل تراخيص الإنتاج، ودعم أنظمة تخزين الطاقة لضمان الاستقرار الكهربائي. كما أكدت الوزارة على أهمية تطوير البنية التحتية للشبكات وتحسين كفاءة استخدام الطاقة لضمان استدامة الطاقة وتقليل الفقد في الشبكات.
واختتم الوزير مقاله بالتأكيد على أن الطاقة الشمسية تمثل حجر الزاوية في استراتيجية مصر لتحقيق أمن الطاقة العالمي، مشدداً على ضرورة الالتزام بالاستثمار في البحث والتطوير، وتطبيق السياسات الداعمة، وتعزيز التعاون الدولي لاستثمار الموارد الشمسية بأقصى قدر ممكن، لضمان مستقبل مستدام للطاقة.
للاطلاع على العدد الكامل للمجلة: آفاق الطاقة اضغط هنا
