مباحثات مصرية ألمانية حول فرص الاستثمار في الصناعات المعدنية والنسيج والدواء
استقبل المهندس محمد شيمي، وزير قطاع الأعمال العام، السفير يورجن شولتس، سفير جمهورية ألمانيا الاتحادية لدى مصر، والوفد المرافق له، في مقر الوزارة بالعاصمة الإدارية الجديدة، مساء أمس، في لقاء بحث آفاق تعزيز التعاون الاقتصادي والصناعي بين البلدين، واستعراض فرص الشراكة والاستثمار في عدد من القطاعات الحيوية، في ظل ما تشهده العلاقات المصرية الألمانية من تطور مستمر على مختلف الأصعدة.
وفي مستهل اللقاء، رحب الوزير بالسفير الألماني، مؤكداً عمق العلاقات التاريخية الممتدة بين مصر وألمانيا، والروابط الوثيقة التي تجمع بين البلدين عبر عقود من التعاون في مجالات الصناعة، والطاقة، والتعليم، والبنية التحتية. وأوضح أن وزارة قطاع الأعمال العام تمتلك محفظة واسعة من الشركات الرائدة التي تعمل في مجالات ذات ثقل اقتصادي، تشمل صناعات الغزل والنسيج، والمنتجات المعدنية والدوائية والكيماوية، بالإضافة إلى الأنشطة السياحية والفندقية والتطوير العقاري والمقاولات.
وأشار المهندس محمد شيمي إلى أن هذه القطاعات تشهد حالياً طفرة تطوير شاملة تعتمد على إدخال التكنولوجيا الحديثة ورفع كفاءة الإنتاج، وهو ما يفتح الباب أمام الشركات الألمانية للدخول في شراكات تنموية واعدة، في ظل النهج الحكومي القائم على تعزيز التعاون الدولي وجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة. وأكد أن الاستفادة من الخبرات الصناعية والتكنولوجية الألمانية تسهم في دعم خطط التطوير ورفع مستويات الجودة وتحسين القدرة التنافسية للشركات المصرية في الأسواق الإقليمية والدولية.
وناقش اللقاء إمكانات التعاون في عدة مجالات رئيسية يأتي في مقدمتها المشروعات الخضراء والتحول إلى الاقتصاد منخفض الانبعاثات، بما يشمل مشروعات تحسين كفاءة استهلاك الطاقة، والتوسع في الصناعات الصديقة للبيئة، وتطوير خطوط الإنتاج القائمة بما يتماشى مع الاعتبارات البيئية العالمية. كما تناول الجانبان فرص التعاون في صناعة الأدوية والكيماويات، وقطاع السيارات والصناعات الهندسية، إلى جانب تعزيز الشراكات القائمة مع عدد من الشركات الألمانية العاملة في مجالات الفنادق والأسمدة والطاقة والألومنيوم.
وأشار الوزير إلى أن الوزارة تعمل حالياً على تنفيذ خطة تطوير شاملة تستهدف تحديث البنية الصناعية ورفع جودة المنتجات وزيادة حجم الإنتاج المحلي، بما يعزز مساهمة الصناعة في الناتج المحلي الإجمالي ويفتح أسواقاً جديدة أمام المنتجات المصرية، مؤكداً أن دخول الشركات الألمانية كشريك استراتيجي يمثل إضافة قوية لهذه الجهود.
ومن جانبه، أعرب السفير يورجن شولتس عن ترحيب بلاده بتوسيع آفاق التعاون الصناعي والاستثماري مع مصر، مشيداً بالجهود التي تبذلها الدولة لتحسين مناخ الأعمال وتسهيل الإجراءات أمام المستثمرين، إلى جانب ما يوفره السوق المصري من فرص استثمارية ضخمة في العديد من المجالات. وأكد أن الشركات الألمانية لديها اهتمام متنامٍ بالاستثمار في مصر والاستفادة من موقعها الجغرافي المميز وإمكاناتها الصناعية واللوجستية.
ويأتي هذا اللقاء في إطار استراتيجية وزارة قطاع الأعمال العام لفتح آفاق أوسع للتعاون الدولي، واستقطاب شركاء عالميين يساهمون في دعم خطط التطوير وتعزيز الصناعات الوطنية وتحقيق التوجه نحو التنمية الاقتصادية المستدامة، بما يواكب مستهدفات الدولة المصرية خلال المرحلة المقبلة.
