خزينة مصر تنتعش بربع مليار دولار.. تعاون جديد بين مصر وتركيا
ليه شركة عالمية تضخ ربع مليار دولار في مصنع موجود في مصر بالذات؟، وإيه اللي خلى "إلفان" تختار توسع إنتاجها هنا مش في أي دولة تانية؟، وهل ده معناه إن مصر بقت مركز مهم للصناعات الغذائية في المنطقة؟، ووهل التوسع ده بداية لموجة أكبر من استثمارات أجنبية جاية في الطريق؟.. ويا ترى الزيادة دي في خطوط الإنتاج هتغير شكل سوق السناكس في مصر؟..
لو حد قالك إن ربع مليار دولار داخلين خزينة مصر من الشوكولاتة، هتضحك الأول، بس بعدها هتفهم إن الموضوع مش هزار خالص.. اللي حصل أن شركة إلفان التركية، واحدة من أكبر شركات الحلويات في العالم، قررت تضخ 250 مليون دولار استثمارات جديدة في مصنعها بمدينة السادات، خطوة هتزود الإنتاج وتفتح أبواب شغل وتوسع صادرات مصر في قطاع السناكس.
القصة بدأت لما الشركة أعلنت أنها هتزود 3 خطوط إنتاج جديدة للشيكولاتة والبسكويت والكيك، بطاقة ضخمة توصل لـ 2 طن شهريًا، وده معناه أن المصنع هيكبر، وقدرته هتعلى، وهيتحول لواحدة من أهم قواعد التصنيع بتاعة الشركة برا تركيا.
الاستثمارات دي مش بس مكينات وخطوط، دي كمان 150 فرصة عمل جديدة هتنضم للمصنع، اللي بالفعل وصل عدد العاملين فيه لحوالي 1000 موظف، يعني توسع كبير بيخلق شغل حقيقي، وبيزود خبرات الصناعة الغذائية في مصر.

وطبعًا القفزة دي ماجتش فجأة، المصنع ده بدأ سنة 2017 بخطوط بسيطة قدرتها 1.5 طن شهريًا، لكن مع الوقت الشركة لقت أن مصر بيئة مناسبة للإنتاج، وتكلفة تشغيل أقل من دول كتير، طلب عالي على السناكس، وموقع ممتاز يخليها قاعدة للتصدير، واللي بيأكد الكلام ده أن الشركة وصلت إنها تمتلك 35% من سوق الأغذية الخفيفة في مصر، رقم ضخم جدًا.. مش كده وبس، دي كمان بقت بتصدر حوالي 40% من إنتاجها لـ أكتر من 45 دولة بعد ما كانت بتصدر 25% بس.. وده دليل إن المصنع بقى مش بس بيخدم السوق المحلي، ده جزء مهم من شبكة التصدير العالمية للشركة.
شركة إلفان نفسها ليها قصة نجاح، بدأت سنة 1952 كمحل صغير في إسطنبول، دلوقتي بقت مجموعة كبيرة بـ 6 مصانع في تركيا ومصنعين براها، ومبيعات ضخمة في العالم كله، وكونهم يختاروا مصر يبنوا فيها واحد من أكبر مصانعهم، ده مش قرار عشوائي.
التوسعات الجديدة بتأكد إن مصر ماشية بخط ثابت إنها تبقى مركز إقليمي للصناعات الغذائية، خصوصًا مع دخول شركات تانية كبيرة في مجال الشوكولاتة والمخبوزات والسناكس.. والمصنع بعد التطوير هيبقى واحد من أكبر مصانع الشركة عالميًا، وهيعزز مكانة مصر كمحور تصديري لأسواق أفريقيا والخليج.
يعني من الآخر، الدولة جذبت استثمار ضخم وفر فرص شغل، وفتح باب جديد للصادرات وده كله جاي من "الشوكولاتة".
بس الحقيقة إن الموضوع أكبر بكتير، وده دليل إن مصر بقت ساحة مهمة للشركات العالمية اللي عايزة تنتج وتصدّر من قلب المنطقة واستثمار بربع مليار دولار مش رقم قليل ووجوده في قطاع قوي زي الحلويات والسناكس معناه إن اللي جاي أكبر، وإن الصناعة في مصر داخلة على مرحلة توسع حقيقي.

