قفزة غير مسبوقة.. مصر تستحوذ على المركز الخامس عالميا في إنتاج الطماطم وتتخطى إيطاليا
في السنين اللي فاتت شوفنا مصر بتحقق نجاحات كبيرة في الزراعة، لكن الإنجاز اللي هنتكلم عنه النهارده مختلف ويفاجئك! لأن الطماطم، اللي كل يوم موجودة في كل بيت، بقت سبب إن مصر تدخل قائمة أقوى 5 دول في العالم في الإنتاج، وتعدي دول زراعية ضخمة زي إيطاليا والمكسيك وإسبانيا، وده مش مجرد رقم ده تحول كامل في قطاع مهم بيأثر على الأكل اللي بناكله، والأسعار اللي بندفعها، وكمان على الاقتصاد نفسه، تعالوا نشوف القصة من أولها لآخرها.
مصر خلال آخر كام سنة قفزت قفزة كبيرة جدًا في إنتاج الطماطم، لدرجة إنها وصلت للمركز الخامس عالميًا بإنتاج أكتر من 6.2 مليون طن في السنة حسب بيانات 2023.. وده رقم يخليها تتفوق لأول مرة على دول تقيلة في المجال زي إيطاليا والبرازيل والمكسيك، وده إنجاز مش بسيط، خصوصًا إن الطلب على الطماطم في العالم بقى أعلى من زمان بسبب انتشار الأكل السريع والصناعات الغذائية اللي بتعتمد عليها بشكل كبير.
لكن الغريب إن رغم الإنتاج الضخم ده مصر تقريبًا بتستهلكه كله! وده لأن المطبخ المصري معتمد على الطماطم بشكل محصلش في أي بلد تانية تقريبًا، المصريين بيستهلكوا المحصول محليًا لدرجة إن الصادرات مش بتعدي نص في المية من الإنتاج، وده مفهوم لما تعرف إن "التسبيكة" بقت حجر الأساس في 90% من الأكلات المصرية تقريبًا.
والطماطم ماكنتش أصلاً جزء من أكلنا زمان! أول ظهور ليها في مصر كان في القرن السابع عشر كنبات للزينة ومع بداية القرن العشرين بدأت تشق طريقها للمطبخ لحد ما بقت النهارده الملكة المتوجة على أغلب وصفاتنا.
ومع إن نقل الطماطم كـ محصول طازج صعب لأنها بتتلف بسرعة، فالدول الكبيرة ومصر واحدة منهم بتعتمد على تحويلها لمنتجات زي الصلصة، ومعجون الطماطم، والطماطم المجففة، والكاتشب، وده مش بس حل عملي.. ده كمان بيزود القيمة الاقتصادية للمحصول بشكل كبير.
وهنا بقى نيجي للطفرة الصناعية
مصر نجحت إنها تدخل قائمة أكبر 10 دول مصدرة للكاتشب في العالم بإجمالي صادرات وصلت لـ 63 مليون دولار، وده لأول مرة في تاريخها، وده بيدل إن الصناعات الغذائية عندنا مش بس بتكبر.. لأ، بقت تنافس عالميًا.
قائمة أكبر المصدرين للكاتشب فيها دول أوروبية وأمريكية تقيلة، ومع ذلك مصر قدرت تدخل وسطهم وتحتل المركز التاسع عالميًا وده إنجاز بيفتح باب كبير قدام الصناعة المصرية.
واحدة من أهم خطوات التطور ده كانت توسعة مصنع Kraft Heinz في السادس من أكتوبر، اللي ضاعف طاقته الإنتاجية تقريبًا، وضاف خطوط جديدة للكاتشب والمايونيز والجرار والدويبك، الاستثمار وصل لـ 2 مليار جنيه وخلى المصنع واحد من أكبر مراكز هاينز في الشرق الأوسط، بنسبة تصنيع محلي وصلت لـ 90%.
وده ببساطة يعني إن الطماطم في مصر مش بس محصول بيتاكل.. لأ، بقت صناعة وقيمة مضافة وفرص تصديرية، وممكن في السنين الجاية تبقى مصدر دخل مهم جدًا للاقتصاد المصري.
يعني تفوق مصر على إيطاليا في إنتاج الطماطم، ودخولها نادي الخمسة الكبار، مش مجرد خبر لطيف.. ده مؤشر إن فيه تطور زراعي وصناعي ماشي في نفس الاتجاه، ولو الصناعات التحويلية استمرت في النمو، مصر ممكن تتحول من بلد مستهلك للطماطم لبلد مصدر لمنتجات عالية الجودة ومطلوبة عالميًا.
