الذهب يتحرك في نطاق ضيق مع ترقب محضر الفيدرالي وبيانات الوظائف الأمريكية
شهدت أسعار الذهب العالمية تحركات محدودة خلال تداولات الأربعاء، مع استمرار حالة الترقب في الأسواق العالمية قبيل صدور محضر اجتماع السياسة النقدية الأخير لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، إضافة إلى انتظار تقرير الوظائف غير الزراعية الذي من المتوقع أن يقدم مؤشرات أوضح حول مسار أسعار الفائدة الأمريكية خلال الفترة المقبلة.
وسجلت أسعار الذهب في التعاملات الفورية ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 0.2% لتصل إلى 4074 دولارًا للأوقية، كما صعدت العقود الأمريكية الآجلة لتسليم ديسمبر بنفس النسبة لتسجّل 4074.40 دولار، في تحرك يعكس توازنًا بين الضغوط على المعدن الأصفر والدعم المستمد من مخاوف الاقتصاد العالمي.
وقال كبير محللي السوق في شركة "كيه سي إم تريد"، تيم ووترر، إن قوة الدولار الأمريكي والضبابية المتعلقة بموعد خفض الفيدرالي لأسعار الفائدة لا تزال تشكل عامل كبح أمام مكاسب الذهب خلال الفترة الأخيرة، موضحًا أن "حالة توتر الأسواق وتجنب المخاطر عالميًا ساعدت الذهب على الاحتفاظ بجاذبيته كملاذ آمن، وهو ما خفف من حدة أي تراجعات محتملة في الأسعار".
وكسب الدولار الأمريكي نسبة طفيفة خلال التداولات، ما يزيد من تكلفة الذهب لحائزي العملات الأخرى، بينما شهدت الأسواق العالمية موجة من الهبوط الحاد هذا الأسبوع، إذ واصلت الأسهم الأمريكية تراجعها للجلسة الرابعة على التوالي وسط مخاوف تتعلق بتقييمات شركات الذكاء الاصطناعي والتباطؤ الاقتصادي المحتمل.
وتترقب الأسواق صدور محضر اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي في وقت لاحق اليوم، والذي قد يكشف تفاصيل أوسع حول توجهات البنك المركزي بشأن السياسة النقدية وما إذا كان يميل إلى خفض جديد لأسعار الفائدة قبل نهاية العام. كما ينتظر المستثمرون صدور تقرير الوظائف غير الزراعية لشهر سبتمبر بعد تأجيل نشره نتيجة الإغلاق الحكومي الأخير في الولايات المتحدة.
وتشير توقعات اقتصاديين استطلعت "رويترز" آرائهم إلى أن الاقتصاد الأمريكي قد أضاف نحو 50 ألف وظيفة خلال سبتمبر، في تراجع ملحوظ مقارنة بالأشهر السابقة، ما قد يعزز الرهانات على اتجاه الفيدرالي نحو مزيد من التيسير النقدي في الاجتماعات القادمة.
وأظهرت بيانات حديثة أن عدد الأمريكيين المتقدمين للحصول على إعانات البطالة ارتفع إلى أعلى مستوى في شهرين منتصف أكتوبر، في مؤشر إضافي على بداية تباطؤ سوق العمل، وهي إشارة يراقبها الفيدرالي عن كثب قبل اتخاذ قراراته بشأن أسعار الفائدة.
وكان مجلس الاحتياطي الفيدرالي قد خفّض الفائدة خلال الشهر الماضي بواقع 25 نقطة أساس، فيما أكّد رئيسه جيروم باول أن اتخاذ قرار جديد بخفض الفائدة يعتمد بشكل أساسي على البيانات الاقتصادية المتاحة، خاصة في ظل عدم اليقين بشأن آفاق التضخم والنمو الاقتصادي.
وتظهر بيانات المتعاملين في الأسواق أن هناك احتمالًا يقارب 49% لخفض جديد لأسعار الفائدة خلال اجتماع الفيدرالي المقرر في 9 – 10 ديسمبر المقبل. ويستفيد الذهب عادة من تراجع الفائدة باعتباره أصلًا لا يدر عائدًا، إضافة إلى كونه أداة تحوّط رئيسية خلال فترات عدم اليقين الاقتصادي.
وفي أسواق المعادن النفيسة الأخرى، ارتفع سعر الفضة الفورية بنسبة 0.4% ليصل إلى 50.90 دولارًا للأوقية، بينما تراجع البلاتين 0.2% إلى 1533.82 دولار، وصعد البلاديوم 0.6% ليبلغ 1409.19 دولار.
