الثلاثاء 18 نوفمبر 2025
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير التنفيذي
أحمد لطفي
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير التنفيذي
أحمد لطفي
أخبار

اليوان الصيني يتراجع للجلسة الثالثة وسط حذر الأسواق وترقب بيانات التوظيف الأمريكية

الثلاثاء 18/نوفمبر/2025 - 08:53 ص
اليوان الصيني
اليوان الصيني

واصل اليوان الصيني تراجعه للجلسة الثالثة على التوالي أمام الدولار خلال تداولات الثلاثاء، في ظل تبنّي المستثمرين موقفاً حذراً قبل صدور بيانات التوظيف الأميركية المرتقبة هذا الأسبوع، والتي يُتوقع أن تُسهم في إعادة رسم توقعات السياسة النقدية الأميركية خلال الفترة المقبلة.

وسجّل اليوان في السوق المحلية انخفاضاً طفيفاً بنسبة 0.02% ليصل إلى 7.1092 مقابل الدولار، مواصلاً سلسلة خسائره التي بدأت مطلع الأسبوع. كما تم تداول اليوان الخارجي عند 7.1107 لكل دولار في التعاملات الآسيوية، منخفضاً بنحو 0.02%، وهو ما يعكس استمرار الضغوط على العملة الصينية في ظل قوة الدولار العالمية وتراجع شهية المخاطرة لدى المستثمرين.

حذر الأسواق مع تراكم البيانات الأمريكية المؤجلة

ويأتي التراجع الحالي وسط انتظار حذر للبيانات الاقتصادية الأميركية التي تم تأجيل نشرها بسبب أطول إغلاق حكومي في تاريخ الولايات المتحدة، قبل أن تُستأنف مجدداً عقب التوصل إلى اتفاق لإنهاء الإغلاق. ويُعد تقرير الوظائف غير الزراعية لشهر سبتمبر، المتوقع صدوره الخميس، من أبرز البيانات المنتظرة، نظرًا لتأثيره المباشر على تقييم الأسواق لمسار الفائدة الأميركية خلال الفترة المقبلة.

ويشير محللون إلى أن تأجيل البيانات ساهم في زيادة حالة الضبابية، ودفع المستثمرين إلى تبنّي نهج "الانتظار والترقّب" قبل اتخاذ مراكز مالية جديدة. وفي هذا السياق، أوضح محللو شركة «نانهوا فيوتشرز» أن الأسواق تركز بشكل أساسي على أرقام الوظائف، مع مراقبة طلب الشركات المحلية على تسوية النقد الأجنبي، والذي من المتوقع أن يتأثر بالعوامل الموسمية الداعمة للارتفاع التدريجي في قيمة اليوان خلال الفترة المقبلة.

تصريحات الفيدرالي تضغط على المعنويات

وتأجج الحذر في الأسواق بعد تصريحات كريستوفر والر، عضو مجلس الاحتياطي الفيدرالي، الذي أكد أن الشركات الأميركية تناقش احتمالات متزايدة لتسريح العمالة وسط توقعات الطلب الضعيف، مشيرًا إلى وجود حاجة لمزيد من خفض الفائدة لدعم الاقتصاد. وقد أسهمت هذه التصريحات في زيادة المخاوف بشأن تباطؤ اقتصادي محتمل، لكنها في الوقت ذاته دعمت توقعات بأن الفيدرالي قد يتجه نحو تيسير نقدي تدريجي خلال الأشهر المقبلة، وهو ما ينعكس عادة على قوة الدولار ومراكز المخاطرة في الأسواق الناشئة.

تدفقات نقد أجنبي قوية تدعم اليوان

وعلى الجانب الإيجابي، أظهرت بيانات تدفقات النقد الأجنبي تسجيل صافي تدفقات بقيمة 30 مليار دولار في أكتوبر، مقارنة بنحو 27 مليار دولار في سبتمبر، وفق بيانات «غولدمان ساكس». ويرى خبراء السوق أن استمرار تدفق السيولة الأجنبية قد يوفر دعماً مهماً لليوان في مواجهة الضغوط العالمية.

وقال ماركو سون، كبير محللي الأسواق المالية في «يو إف جي الصين»، إن السلطات الصينية تفضل ارتفاعاً تدريجياً ومضبوطاً لقيمة اليوان، مشيراً إلى أن زيادة نشاط تسوية النقد الأجنبي واقتراب موسم نهاية العام يدعمان استقرار التوقعات وتعزيز العملة، رغم استمرار الهشاشة في البيئة الاقتصادية.

بنك الشعب الصيني يثبت سعر المنتصف عند مستويات قوية

وقبل افتتاح تعاملات الثلاثاء، حدّد بنك الشعب الصيني سعر منتصف التداول عند 7.0856 للدولار، منخفضاً قليلاً عن أعلى مستوى خلال 13 شهرًا المسجل أمس، لكنه لا يزال أقوى بنحو 240 نقطة أساس من تقديرات رويترز، ما يعكس استمرار توجه البنك نحو تثبيت سعر صرف أقوى بشكل ممنهج.

ويُسمح لليوان الفوري بالتداول ضمن هامش ±2% حول هذا السعر بشكل يومي، وهو ما يمنح البنك المركزي مساحة للتحكم في تحركات العملة وتوجيهها نحو مستوى مستقر.

ورغم التراجع الطفيف خلال جلسة الثلاثاء، يبقى اليوان مرتفعًا 0.2% منذ بداية الشهر، و2.7% منذ بداية العام، وهو ما يشير إلى نجاح السلطات النقدية في دفع العملة تدريجياً نحو مستويات أقوى، وفق ما يؤكده محللون يرون أن البنك المركزي مستمر في استخدام أدواته لتوجيه اليوان باتجاه اتجاه صعودي حذر ومستدام.