الذهب يواصل مكاسبه لليوم الرابع مدعوماً بتراجع الدولار وتوقعات خفض الفائدة
واصلت أسعار الذهب ارتفاعها لليوم الرابع على التوالي خلال تعاملات اليوم الأربعاء، مدعومة بتراجع الدولار الأمريكي وتزايد التوقعات بخفض أسعار الفائدة من جانب مجلس الاحتياطي الفيدرالي الشهر المقبل، في وقت تترقب فيه الأسواق إعادة فتح الحكومة الأمريكية وعودة صدور البيانات الاقتصادية الرسمية بعد أطول إغلاق في تاريخ البلاد.
وارتفع الذهب الفوري بنسبة 0.2% ليُسجل 4133.99 دولار للأوقية بحلول الساعة 01:55 صباحًا بتوقيت غرينتش، بعد أن لامس أمس أعلى مستوى له منذ 23 أكتوبر 2025. كما صعدت عقود الذهب الأمريكية الآجلة لشهر ديسمبر بنسبة 0.6% لتصل إلى 4140.10 دولار للأوقية، في إشارة إلى استمرار الطلب القوي على المعدن النفيس كملاذ استثماري آمن.
وأوضح تيم ووترر، كبير محللي الأسواق في شركة "كيه سي إم تريد" (KCM Trade)، أن «تراجع الدولار خدم الذهب والفضة على حد سواء هذا الأسبوع»، مشيرًا إلى أن المعدن الأصفر «عاد إلى تداولاته المعتادة فوق مستوى 4100 دولار للأوقية، مع احتمالية استهداف مستويات أعلى إذا واصلت البيانات الاقتصادية الأمريكية دعم التوجه نحو مزيد من التيسير النقدي».
ويُتداول مؤشر الدولار حاليًا قرب أدنى مستوياته في أكثر من أسبوع، ما جعل الذهب أكثر جاذبية لحائزي العملات الأخرى، إذ أن ضعف العملة الأمريكية يقلل تكلفة المعدن المقوم بالدولار بالنسبة للمستثمرين الأجانب.
ويأتي صعود الذهب أيضًا بعد أن أقر مجلس الشيوخ الأمريكي اتفاقًا لإعادة تمويل الحكومة وإنهاء الإغلاق الفيدرالي الأطول في تاريخ البلاد، والذي أدى إلى تعطّل صرف المساعدات الغذائية لملايين الأمريكيين، وتأخر رواتب الموظفين الفيدراليين، وعرقلة حركة الطيران، وتأجيل نشر البيانات الاقتصادية الرسمية.
وبحسب أداة فيدووتش التابعة لمجموعة CME، فإن المتعاملين في الأسواق أصبحوا يسعرون الآن احتمالًا بنسبة 68% لقيام الفيدرالي بخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعه المقرر في ديسمبر، ارتفاعًا من 64% في الجلسة السابقة. ويرى بعض المحللين أن خفضًا أكبر بمقدار 50 نقطة أساس قد يكون مطروحًا إذا استمر تباطؤ التضخم وتراجع مؤشرات سوق العمل الأمريكية.
وأكد ستيفن ميران، عضو مجلس الاحتياطي الفيدرالي، أن خفض الفائدة في الشهر المقبل سيكون «مناسبًا» في ظل تراجع التضخم وارتفاع معدلات البطالة تدريجيًا، مشيرًا إلى أن السياسة النقدية المقبلة يجب أن تركز على دعم النمو دون إشعال ضغوط تضخمية جديدة.
ويميل الذهب، الذي لا يدرّ عائدًا ثابتًا، إلى تحقيق أداء قوي في بيئات الفائدة المنخفضة وأوقات عدم اليقين الاقتصادي، إذ يفضله المستثمرون كأداة لحفظ القيمة والتحوط ضد التضخم وتقلبات الأسواق.
ومن بين المعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة الفورية بنسبة 0.2% إلى 51.33 دولار للأوقية، بينما استقر البلاتين عند 1588.10 دولار، وانخفض البلاديوم بنسبة 0.3% إلى 439.43 دولار للأوقية.
