النفط يستقر مع موازنة الأسواق بين العقوبات على روسيا وآمال إنهاء الإغلاق الأمريكي
استقرت أسعار النفط خلال تعاملات اليوم الأربعاء، بعد أن سجلت مكاسب ملحوظة في جلسة الثلاثاء، في ظل موازنة الأسواق بين تأثير العقوبات الأمريكية على قطاع النفط الروسي من جهة، والتفاؤل بشأن إعادة فتح الحكومة الأمريكية من جهة أخرى، وهي الخطوة التي يُتوقع أن تعزز الطلب في أكبر دولة مستهلكة للخام في العالم.
وبحلول الساعة 01:06 صباحاً بتوقيت غرينتش، تراجع خام برنت بشكل طفيف بمقدار 8 سنتات، أو ما يعادل 0.12%، ليُسجل 65.08 دولار للبرميل، بعدما ارتفع بنسبة 1.7% في الجلسة السابقة. كما انخفض خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 7 سنتات، أي بنسبة 0.11%، إلى 60.97 دولار للبرميل، عقب مكاسب بلغت 1.5% في تعاملات الثلاثاء.
ويترقب المستثمرون تصويت مجلس النواب الأمريكي، الذي يهيمن عليه الجمهوريون، على مشروع قانون لإعادة تمويل الوكالات الحكومية حتى 30 يناير 2026، بعد موافقة مجلس الشيوخ عليه، في خطوة من شأنها إنهاء أطول إغلاق حكومي في تاريخ الولايات المتحدة، والذي استمر لأسابيع وألقى بظلاله على النشاط الاقتصادي والإنفاق الاستهلاكي.
وقال توني سيكامور، محلل الأسواق في شركة "آي جي"، في تصريحات لوكالة رويترز، إن «إعادة فتح الحكومة الأمريكية قد تعزز ثقة المستهلكين والنشاط الاقتصادي، ما سيحفز الطلب على النفط الخام»، مشيرًا إلى أن عودة الرحلات الجوية بعد تعطل عشرات الآلاف منها خلال فترة الإغلاق «قد تنعش استهلاك وقود الطائرات»، خصوصًا مع اقتراب موسم العطلات الشتوية.
وعلى جانب الإمدادات، بدأت تظهر تداعيات العقوبات الأمريكية الجديدة على شركتي "لوك أويل" و"روسنفت" الروسيتين، حيث ساهمت في دعم الأسعار عبر زيادة المخاوف بشأن نقص المعروض من الخام في الأسواق العالمية. كما أفادت وكالة رويترز بأن شركة "يانتشانغ بتروليوم" الصينية تسعى لشراء نفط غير روسي في أحدث مناقصاتها، في حين أغلقت شركة "لويانغ بيتروكيميكال" التابعة لـ"سينوبك" إحدى مصافيها لإجراء صيانة مرتبطة بشكل غير مباشر بتلك العقوبات.
وتُعد هذه أولى العقوبات المباشرة التي يفرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على روسيا منذ بداية ولايته الثانية، ما أثار مخاوف من تراجع الإمدادات الروسية إلى الأسواق العالمية، في وقت تشهد فيه أسعار النفط حساسية مفرطة تجاه أي اضطرابات جيوسياسية أو قيود على صادرات الطاقة.
ويرى محللون أن استقرار أسعار النفط عند هذه المستويات يعكس حالة من التوازن بين العوامل الإيجابية والسلبية في السوق؛ فمن ناحية، تدعم الآمال بإنهاء الإغلاق الحكومي الأمريكي وتحسن الطلب المحلي الأسعار، ومن ناحية أخرى، تشكل العقوبات الجديدة والمخاطر الجيوسياسية ضغوطًا على جانب العرض، مما يجعل الأسواق في حالة ترقب مستمر للتطورات القادمة في كل من واشنطن وموسكو.
