الإثنين 10 نوفمبر 2025
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير التنفيذي
أحمد لطفي
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير التنفيذي
أحمد لطفي
أخبار

الصلب الصيني يجد ملاذًا في السعودية مع تصاعد القيود التجارية عالميًا

الإثنين 10/نوفمبر/2025 - 10:56 ص
شركات الصلب الصينية
شركات الصلب الصينية

تواصل شركات الصلب الصينية تحقيق صادرات قياسية إلى الأسواق العالمية، وسط موجة متصاعدة من القيود التجارية في العديد من الدول، حيث برزت السعودية كوجهة رئيسية للشحنات الصينية خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2025، مسجلة ارتفاعاً بنسبة 41% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، وهو أعلى معدل زيادة بين الأسواق الكبرى، وفق بيانات الجمارك الصينية وحسابات "بلومبرغ".

وتأتي هذه القفزة في الصادرات الصينية إلى المملكة بعد أن شهدت الأسواق التقليدية التي فرضت رسوماً جمركية أو قيوداً على الواردات، مثل فيتنام وكوريا الجنوبية، انخفاضاً ملحوظاً في حجم الشحنات، فيما سجلت دول أخرى في جنوب شرق آسيا، مثل الفلبين وإندونيسيا وتايلاند، نمواً قوياً، إلى جانب ظهور الشرق الأوسط وأفريقيا كمحركين جدد للطلب على منتجات الصلب الصينية.

وقد بلغ إجمالي صادرات الصين من الصلب خلال الأشهر العشرة الأولى من 2025 97.76 مليون طن، متجاوزة 92.05 مليون طن خلال نفس الفترة من عام 2024، ما يضعها على مسار تحقيق رقم قياسي سنوي جديد، على الرغم من التحديات الناجمة عن ارتفاع الرسوم الجمركية وتحقيقات مكافحة الإغراق في عدد من الدول.

وساهمت الاستثمارات الصينية المباشرة في السعودية والإمارات، ضمن مبادرة "الحزام والطريق"، في تعزيز الطلب على الصلب، حيث بلغ حجم الإنفاق الصيني المشترك في الدولتين نحو 86 مليار دولار خلال العقد الماضي، معظمها موجه إلى قطاعات كثيفة الاستخدام للصلب مثل الطاقة والنقل والبنية التحتية.

ووفقًا لخبيرة الأبحاث في "وود ماكنزي"، جينغ تشانغ، فقد ساهمت هذه الاستثمارات في إعادة توجيه صادرات الصلب الصينية نحو الشرق الأوسط وأفريقيا، مشيرة إلى أن "تركيبة المنتجات المصدرة تعكس هذا التحول، إذ تجاوزت صادرات الأنابيب والمنتجات الطويلة المستخدمة في مشاريع البنية التحتية إجمالي العام الماضي، وهو اتجاه مرشح للاستمرار".

في السعودية، ارتفعت صادرات منتجات الإنشاءات إلى نحو الضعف مقارنة بالعام الماضي، فيما زادت شحنات الصلب شبه المُصنّع بأكثر من ستة أضعاف. ومع ذلك، يبقى استدامة هذا الطلب متوقفاً على وتيرة تنفيذ المشاريع الكبرى، خاصة مدينة نيوم المستقبلية البالغة تكلفتها 500 مليار دولار، والتي تركز بشكل أكبر على الصناعات عالية التقنية والذكاء الاصطناعي.

وتشير البيانات إلى أن الدول التي فرضت أو تخطط لفرض رسوم جمركية على الصلب الصيني تمثل نحو 45% من إجمالي الصادرات الصينية خلال الأشهر التسعة الأولى من 2025، بانخفاض من 54% خلال الفترة نفسها من عام 2024، ما يعكس قدرة الصين على إعادة توجيه الشحنات إلى أسواق أقل تقييداً.

رغم النتائج الإيجابية حتى الآن، يبقى السؤال حول استدامة طفرة الصلب الصيني مرتبطاً باستمرار الشرق الأوسط كمشتري نشط، وقدرة اقتصادات جنوب شرق آسيا على الحفاظ على معدلات نمو قوية، إلى جانب إدارة الصين لتحديات التوترات التجارية العالمية.