استقرار الأسهم الأوروبية وسط مخاوف من مبالغة في تقييمات شركات الذكاء الاصطناعي
شهدت مؤشرات الأسهم الأوروبية حالة من الاستقرار النسبي خلال تعاملات اليوم الجمعة، ختام تداولات الأسبوع، بعد جلسة سادها التراجع في اليوم السابق، وذلك وسط مخاوف متزايدة من مبالغة في تقييمات أسهم شركات الذكاء الاصطناعي التي قادت موجة الصعود في الأسواق خلال الأشهر الماضية.
فقد استقرت مؤشرات ستوكس 600 الأوروبي عند مستويات قريبة من الإغلاق السابق، مع تباين أداء القطاعات بين صعود أسهم التكنولوجيا والطاقة وتراجع أسهم البنوك والسلع الاستهلاكية. وجاء هذا الأداء المتوازن بعد عمليات بيع مكثفة أمس الخميس إثر مخاوف من احتمالية تكوين فقاعة سعرية في أسهم الشركات المرتبطة بتقنيات الذكاء الاصطناعي.
وتصدّر مؤشر ناسداك التكنولوجي الأوروبي المشهد، مدعومًا بمكاسب محدودة لعدد من الشركات العاملة في قطاع البرمجيات والحوسبة السحابية، بينما ظلت أسهم الشركات الصناعية تحت الضغط في ظل تراجع الطلب العالمي وتباطؤ النشاط الاقتصادي في منطقة اليورو.
ويرى محللون أن حالة الترقب التي تسود الأسواق الأوروبية تعود إلى تزايد التقييمات المبالغ فيها لشركات الذكاء الاصطناعي، حيث ارتفعت أسهم العديد من الشركات التقنية بأكثر من 50% منذ بداية العام، دون تحقيق أرباح تشغيلية تعكس هذه القيم السوقية.
كما تشير التوقعات إلى أن البنك المركزي الأوروبي قد يواصل سياسته الحذرة بشأن أسعار الفائدة، مع مراقبة مستويات التضخم والنمو، وهو ما يزيد من حذر المستثمرين تجاه القطاعات عالية المخاطر مثل التكنولوجيا.
وفي المقابل، ارتفعت أسهم قطاع الطاقة الأوروبية بنسبة طفيفة، مدعومة بتعافي أسعار النفط العالمية بعد تراجعها في الجلسة السابقة، بينما تراجعت أسهم البنوك متأثرة بتوقعات انخفاض هوامش الربحية خلال الفترة المقبلة نتيجة لتراجع عوائد السندات الأوروبية.
وتسود الأسواق حالة من الترقب لتقارير أرباح الشركات الكبرى في الربع الأخير من العام، خصوصًا في قطاعي التكنولوجيا والصناعة، والتي قد تحدد اتجاه المؤشرات خلال الأسابيع المقبلة.
ويرى خبراء السوق أن التحركات الحالية تعكس محاولات المستثمرين لإعادة تقييم مراكزهم الاستثمارية في ظل الضبابية الاقتصادية، مشيرين إلى أن أي إشارات عن تباطؤ فعلي في قطاع الذكاء الاصطناعي قد تدفع بموجة تصحيح قوية في الأسواق الأوروبية والعالمية على حد سواء.
