الذهب يستقر وسط تباين توقعات خفض الفائدة الأمريكية وتراجع بيانات التوظيف
استقرت أسعار الذهب خلال تعاملات اليوم الجمعة، وسط حالة من الحيرة في الأسواق بشأن المسار المستقبلي لأسعار الفائدة الأمريكية، حيث توازن المستثمرون بين البيانات الاقتصادية الضعيفة التي تدعم المعدن النفيس، وبين تصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي التي قلّصت رهانات خفض الفائدة في الفترة المقبلة.
وتداول المعدن الأصفر قرب 3987 دولاراً للأونصة بعد أن نجح في تقليص خسائره في الجلسة السابقة، لينهي التداولات دون تغيّر يُذكر، في وقت انخفضت فيه عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات بأكبر وتيرة في نحو شهر، عقب صدور بيانات أظهرت أن عمليات تسريح العمالة في أكتوبر بلغت أعلى مستوياتها منذ أكثر من عقدين، وفق تقرير شركة "تشالنجر غراي أند كريسمس".
ورغم أن ضعف بيانات الوظائف عادةً ما يعزز توقعات خفض أسعار الفائدة — وهو ما يمثل دعمًا للمعدن الذي لا يدرّ عائدًا — فإن تصريحات أوستن غولسبي، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو، جاءت لتحدّ من تلك التوقعات، إذ أشار إلى أن غياب بيانات التضخم الرسمية بسبب الإغلاق الحكومي الأمريكي جعله أكثر حذرًا حيال استمرار دورة خفض الفائدة.
تراجع أسبوعي ثالث رغم الأداء السنوي القوي
يتجه الذهب نحو تسجيل خسارة أسبوعية ثالثة على التوالي، في أطول سلسلة خسائر منذ بداية عام 2025، رغم أنه لا يزال يحافظ على ارتفاع سنوي بأكثر من 50% ليقترب من أفضل أداء له منذ عام 1979.
وقد تراجع المعدن الأصفر من مستوياته القياسية التي تجاوزت 4380 دولاراً للأونصة الشهر الماضي، إلا أن الدعم الذي تلقاه من عمليات خفض الفائدة السابقة ومن الطلب القوي من البنوك المركزية وصناديق الاستثمار المدعومة بالذهب، ساهم في إبقائه عند مستويات مرتفعة نسبيًا.
وفي ظل استمرار الإغلاق الحكومي الأطول في تاريخ الولايات المتحدة، أصبحت البيانات الصادرة عن الشركات الخاصة، مثل تقارير التوظيف والتسريح، تحظى بأهمية أكبر في قراءة المشهد الاقتصادي الأمريكي، لا سيما في غياب البيانات الرسمية.
اجتماع فيدرالي مرتقب وترقب في الأسواق
ومن المقرر أن تعقد لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية اجتماعها الأخير لعام 2025 خلال الشهر المقبل، وسط ترقب الأسواق لمدى ميل السياسة النقدية نحو مزيد من التيسير أو التوقف مؤقتًا عن الخفض.
وفي التعاملات الفورية صباح الجمعة، ارتفع الذهب بنسبة 0.3% إلى 3990.15 دولاراً للأونصة بحلول الساعة 8:43 صباحًا بتوقيت سنغافورة، بينما استقر مؤشر الدولار الأمريكي دون تغيّر يُذكر. كما ارتفعت أسعار الفضة لليوم الثالث على التوالي، وصعد البلاتين بشكل طفيف، فيما استقر البلاديوم دون تغيير.
ويرى محللون أن اتجاه الذهب في المدى القصير سيظل مرتبطًا بتطورات بيانات التضخم الأمريكية واجتماعات الفيدرالي المقبلة، بينما تشير التقديرات إلى أن استمرار التباطؤ في النمو والتوظيف قد يُعيد الدعم القوي للمعدن النفيس مع بداية عام 2026.
