1.1% انخفاض في الرقم القياسي للصناعات التحويلية والاستخراجية خلال أغسطس 2025
أصدر الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، اليوم الخميس الموافق 6 نوفمبر 2025، البيان الشهري للرقم القياسي لإنتاج الصناعات التحويلية والاستخراجية عن شهر أغسطس 2025، والذي أظهر انخفاضًا طفيفًا بلغت نسبته 1.1% مقارنة بشهر يوليو من العام نفسه، ما يعكس تباطؤًا محدودًا في النشاط الصناعي بعد فترة من الارتفاعات المتتالية خلال النصف الأول من العام.
وأوضح البيان أن الرقم القياسي العام للصناعات التحويلية والاستخراجية —باستثناء الزيت الخام والمنتجات البترولية— سجل 126.24 نقطة خلال أغسطس 2025 (أولي) مقابل 127.60 نقطة خلال يوليو 2025 (نهائي)، وهو ما يعكس تراجعًا طفيفًا في وتيرة الإنتاج الصناعي نتيجة عوامل موسمية وأخرى مرتبطة بتقلبات العرض والطلب في بعض الأنشطة الاقتصادية.
وأكد الجهاز أنه جرى تحديث منهجية إعداد الرقم القياسي باستخدام سنة الأساس 2012/2013، وعلى مستوى النشاط الصناعي وفقًا لدليل النشاط الصناعي الدولي (ISIC Rev.4)، مع اعتماد الرقم القياسي الشهري لأسعار المنتجين بنفس سنة الأساس، وذلك منذ يناير 2020، لضمان دقة أعلى في رصد التغيرات القطاعية وتحليل الاتجاهات الاقتصادية.
شهدت بعض الأنشطة الصناعية أداءً إيجابيًا خلال أغسطس 2025، أبرزها صناعة الملابس الجاهزة التي ارتفع مؤشرها بنحو 7.72% ليسجل 278.35 نقطة مقارنة بـ 258.40 نقطة في يوليو 2025، ويُعزى هذا الارتفاع إلى زيادة الطلب المحلي والخارجي على المنتجات الجاهزة مع اقتراب موسم الشتاء وزيادة الصادرات للأسواق الإقليمية.
كما سجل نشاط الطباعة واستنساخ وسائط الإعلام المسجلة ارتفاعًا ملحوظًا بنسبة 7.90%، حيث بلغ الرقم القياسي 157.92 نقطة مقابل 146.36 نقطة في الشهر السابق، مدفوعًا بزيادة الطلب على المطبوعات التعليمية والإعلانية مع بداية العام الدراسي الجديد وتحسن نشاط السوق المحلي.
في المقابل، تراجعت مؤشرات بعض القطاعات الصناعية نتيجة ظروف موسمية ومخزونية. فقد انخفض الرقم القياسي لـ صناعة المنتجات الغذائية بنسبة 1.52% ليصل إلى 124.63 نقطة مقارنة بـ 126.55 نقطة في يوليو 2025، ويرجع ذلك إلى انتهاء الموسم الزراعي لبعض المحاصيل مما أدى إلى تراجع الإنتاج في بعض السلع الغذائية المعتمدة على الخامات الزراعية.
كما شهدت صناعة الجلود ومنتجاتها تراجعًا حادًا بنسبة 8.14%، حيث سجل المؤشر 48.53 نقطة مقابل 52.83 نقطة في يوليو، نتيجة ارتفاع المخزون وتباطؤ الطلب المحلي، وهو ما انعكس على معدلات التشغيل والإنتاج في هذا القطاع.
يأتي هذا التراجع الطفيف في سياق طبيعي ضمن دورة النشاط الصناعي، إذ تتأثر بعض القطاعات بتقلبات موسمية في الطلب والإنتاج. ويرى محللون أن استمرار الأداء الإيجابي لبعض الصناعات التصديرية مثل الملابس والطباعة، يعكس مرونة القطاع الصناعي المصري وقدرته على التكيف مع المتغيرات الاقتصادية، خصوصًا في ظل السياسات الحكومية الهادفة لتعميق التصنيع المحلي وتحفيز الإنتاج الموجّه للتصدير.
