كيف يختلف شعور المصريين بتحسن الاقتصاد؟.. خبير اقصادي يوضح
أكد الدكتور وليد جاب الله الخبير الاقتصادي، أن "الإحساس" بتحسن الاقتصاد ليس معيارًا دقيقًا ولا يمكن الاعتماد عليه، لأنه إحساس نسبي يختلف باختلاف تركيبة كل أسرة ومستوى طموحات كل شخص.
جاء ذلك في لقاء خاص مع بودكاست "بيزنس تاك"، تقديم أحمد لطفي، رئيس التحرير التنفيذي لموقع "بانكير"، حول متى يشعر المواطن بقيمة راتبه.. ومتى تتحسن أحواله المعيشية؟
الشعور نسبي وليس مؤشرًا
وأوضح جاب الله أن شخصًا بسيط الاحتياجات قد يشعر بالتحسن من أبسط تغيير، بينما شخص آخر لديه طموحات كبيرة قد لا يشعر بأي تحسن حتى لو المؤشرات الاقتصادية تحسنت بالفعل، وضرب مثالًا واقعيًا بأسرة قد تستحوذ على جزء كبير من تحسن دخلها بسبب ولادة طفل جديد، وبالتالي لا تشعر بتحسن رغم تقدم المؤشرات.
تحويل الشعور إلى أرقام ومعايير
وشدد "جاب الله" على أن الاقتصاد تجاوز فكرة "الشعور" بتحويله إلى معايير قابلة للقياس، فلا يمكن الحكم على الاقتصاد بمؤشر واحد مثل النمو أو التضخم فقط، ولكن بمجموعة مؤشرات مثل التضخم واستقرار سعر الصرف وميزان المدفوعات ومعدلات التشغيل موضحاً أنه عندما تبدأ هذه المؤشرات في التحسن مجتمعة لا بد أن ينعكس ذلك على المواطن في النهاية.
وكشف الدكتور وليد جاب الله أن أنماط الاستهلاك داخل الأسرة المصرية تغيرت جذريًا في آخر 20 عامًا، وأصبحت أكثر تعقيدًا فالجيل السابق كان يدفع فواتير بسيطة مثل الكهرباء والمياه والتليفون أرضي بينما اليوم أصبحت الأسرة تدفع فواتير لا حصر لها وظهرت أشياء جديدة تأخذ من دخل المواطن مثل الإنترنت المنزلي وخطوط الموبايل لكل فرد في الأسرة بجانب اشتراكات التطبيقات الإلكترونية وأقساط الأجهزة الذكية وأحيانًا أجهزة بديلة للصيانة والتطوير مما سبب استهلاك مرتفع للكهرباء بسبب الأجهزة الحديثة كذلك

التكنولوجيا أصبحت أساسية وليست رفاهية
وفي الوقت ذاته قال الخبير الاقتصادي "طبيعي جدًا الآن أن كل فرد في الأسرة، حتى الأطفال، معه هاتف محمول وبالتالي التكاليف تضاعفت" مشيراً إلى أن هذا التوسع في الاحتياجات الاستهلاكية هو جزء من سبب تآكل القوة الشرائية للجنيه، لأن سلة احتياجات الأسرة أصبحت أكبر بكثير مما كانت عليه قبل 20 سنة.
