رانيا المشاط: إفريقيا أصبحت شريكًا رئيسيًا في صياغة مستقبل العالم
أكدت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، أن إفريقيا لم تعد متلقية للسياسات العالمية، بل أصبحت شريكًا فاعلًا في صياغة مستقبل العالم، مشددة على أن التعاون الدولي القائم على الاحترام المتبادل وتبادل الخبرات هو السبيل لبناء عالم أكثر توازنًا وعدالة في الفرص والتنمية.
جاء ذلك خلال مشاركة الوزيرة، اليوم الإثنين، في فعاليات اقتصادية رفيعة المستوى بالعاصمة البريطانية لندن، ضمن سلسلة اللقاءات التي تعقدها الحكومة المصرية مع شركائها الدوليين لبحث سبل تعزيز الشراكة بين إفريقيا والعالم في مجالات التنمية المستدامة، والاستثمار، والتحول الأخضر، وتمويل البنية التحتية.
وقالت المشاط إن مصر، من خلال قيادتها الإقليمية ودورها المحوري داخل القارة الإفريقية، تعمل على تعزيز التكامل الاقتصادي بين دول القارة، ودعم الجهود الرامية لتحقيق أهداف أجندة إفريقيا 2063، بالتوازي مع الأهداف العالمية للتنمية المستدامة (أجندة 2030).
وأضافت أن التحولات الجيوسياسية والاقتصادية التي يشهدها العالم أظهرت بوضوح أهمية القارة الإفريقية كمركز للفرص والاستثمارات المستقبلية، مشيرة إلى أن الدول الإفريقية باتت تملك مقومات حقيقية للنمو، من خلال سوق يضم أكثر من مليار نسمة وموارد طبيعية ضخمة ومجتمعات شابة قادرة على الابتكار والإنتاج.
وأكدت الوزيرة أن النهج المصري في التعاون الدولي يركز على بناء شراكات قائمة على المنفعة المشتركة، موضحة أن وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي تعمل على توطين أهداف التنمية المستدامة داخل كل محافظة، بما يحقق النمو المتوازن ويقلص الفجوات التنموية بين المناطق المختلفة.
وأشارت المشاط إلى أن الاستثمار في رأس المال البشري، والتعليم، والابتكار، والتحول الرقمي، يشكل الركائز الأساسية لتعزيز مكانة إفريقيا في الاقتصاد العالمي، داعية المؤسسات المالية الدولية وشركاء التنمية إلى تبني نهج أكثر شمولًا وعدالة في دعم الدول النامية، بما يضمن استدامة النمو ومواجهة التحديات العالمية المشتركة مثل التغير المناخي وأزمات الطاقة والغذاء.
وتحدثت الوزيرة عن دور مصر الرائد في تنفيذ مشروعات البنية التحتية الإقليمية، مثل الممرات التجارية ومشروعات الطاقة العابرة للحدود، مؤكدة أن هذه الجهود تضع القارة على خريطة الاقتصاد العالمي كمركز محوري للتجارة والاستثمار، مشيرة إلى أن القاهرة تدعم دائمًا التعاون جنوب–جنوب وتعزيز العلاقات بين الدول النامية.
كما أكدت أن مصر تولي اهتمامًا خاصًا بتفعيل مبادرات التمويل المبتكر لربط خطط التنمية المحلية بالأولويات الوطنية والإفريقية، في ظل قيادة الدولة لملف التنمية المستدامة وتعزيز المرونة الاقتصادية في مواجهة الأزمات العالمية.
واختتمت المشاط تصريحها بالتأكيد على أن مستقبل العالم لن يُصاغ دون إفريقيا، مشيرة إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد مزيدًا من التعاون الإقليمي والدولي لتعزيز التنمية والتحول الأخضر، بما يعزز مساهمة القارة في تحقيق نمو عالمي عادل ومستدام.
