أرباح "أم القرى للتنمية والإعمار" تتضاعف 4 مرات بدعم مبيعات الأراضي ومشروعات "وجهة مسار"
سجلت شركة "أم القرى للتنمية والإعمار" السعودية، المطور الرئيس لمشروع "وجهة مسار" في مكة المكرمة، قفزة قوية في نتائجها المالية للربع الثالث من عام 2025، بعدما تضاعفت أرباحها الصافية أكثر من أربع مرات مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، مدفوعةً بزيادة كبيرة في الإيرادات الناتجة عن مبيعات الأراضي الاستثمارية ضمن مشروعها العملاق في مكة.
وبحسب إفصاح الشركة المنشور على موقع سوق الأسهم السعودية (تداول) اليوم الأحد، بلغت الأرباح الصافية نحو 516.6 مليون ريال سعودي خلال الربع الثالث من العام، مقابل أرباح بنحو 122 مليون ريال خلال نفس الفترة من عام 2024، أي بزيادة تتجاوز 320%. كما ارتفعت الإيرادات الإجمالية لتصل إلى 1.27 مليار ريال سعودي، مدعومة بتوسع الشركة في توقيع اتفاقيات البيع والتأجير وإطلاق مشروعات استثمارية جديدة داخل نطاق مشروع "مسار".
وأوضحت الشركة في بيانها أنها أبرمت حتى نهاية الربع الثالث اتفاقيات تغطي 30% من محفظة الأراضي الاستثمارية ضمن المشروع، وتشمل هذه الاتفاقيات عقود بيع وتأجير طويلة الأجل، إضافةً إلى شراكات تطوير مشتركة مع مستثمرين محليين وإقليميين، بما يعزز من تدفقات الإيرادات المستقبلية للشركة واستدامة نموها التشغيلي.
تأتي هذه النتائج في وقت تواصل فيه الشركة، المدعومة من صندوق الاستثمارات العامة السعودي، توسعها في مجال التطوير العقاري المتكامل، إذ وقعت في يوليو الماضي مذكرة تفاهم غير ملزمة لتأسيس صندوق عقاري خاص برأسمال مستهدف 1.4 مليار ريال بالشراكة مع شركتي "الجزيرة للأسواق المالية" و**"نايف صالح عبدالعزيز الراجحي الاستثمارية المحدودة"**، بهدف تمويل تطوير مراحل إضافية من مشروع "وجهة مسار" الحيوي.
ويُعد مشروع "وجهة مسار" من أبرز مشاريع التطوير العقاري في مكة المكرمة، إذ يهدف إلى تحويل المنطقة المركزية إلى وجهة حضرية عالمية تجمع بين الأصالة والحداثة، من خلال تطوير نحو 1.2 مليون متر مربع من الأراضي بمكونات فندقية وسكنية وتجارية وثقافية، ومن المقرر اكتماله بحلول عام 2030 بتكلفة تقارب 27 مليار دولار أمريكي.
من جهة أخرى، انعكس الأداء المالي القوي على سهم الشركة المدرج في بورصة الرياض منذ مارس 2025، إذ ارتفع بأكثر من 60% منذ الطرح العام، ليغلق عند 24.17 ريال سعودي بنهاية تعاملات الأسبوع الماضي، متفوقًا على أداء مؤشر السوق الرئيسي وقطاع العقارات، في وقت تراجع فيه معظم الطروحات الجديدة خلال العام.
ويُنظر إلى "أم القرى" اليوم كإحدى الركائز الاستراتيجية في قطاع التطوير العقاري السعودي، لا سيما في ظل الإصلاحات الاقتصادية التي تشهدها المملكة، وفتح المجال لتملك المسلمين الأجانب للعقارات في مكة والمدينة، وهو ما يُعد محفزًا إضافيًا لزيادة الطلب الاستثماري على أراضي ومشروعات الشركة.
ويرى محللون أن الأداء القوي لـ"أم القرى" يعكس تحولًا نوعيًا في سوق العقارات السعودية، مدفوعًا بالتوسع في السياحة الدينية، ومحدودية المعروض من الأراضي في المدن المقدسة، إلى جانب دعم السياسات الحكومية لرفع كفاءة الاستثمار العقاري وتنويع مصادر الدخل ضمن رؤية المملكة 2030.
وتؤكد هذه النتائج أن الشركة باتت تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق استدامة مالية قوية، مستندة إلى محفظة أصول استراتيجية ومشروعات كبرى تضعها في صدارة الشركات العقارية الرائدة في المنطقة.
