ارتفاع صادرات كوريا الجنوبية بنسبة 3.6% في أكتوبر بدعم من انتعاش قطاع أشباه الموصلات
سجلت صادرات كوريا الجنوبية ارتفاعًا بنسبة 3.6% خلال شهر أكتوبر 2025 على أساس سنوي، لتواصل نموها للشهر الخامس على التوالي، مدفوعة بالطلب القوي على أشباه الموصلات، رغم استمرار تأثير الرسوم الجمركية الأمريكية المفروضة على بعض السلع الكورية.
ووفقًا للبيانات الصادرة عن وزارة التجارة والصناعة والطاقة الكورية الجنوبية، بلغت قيمة الصادرات خلال أكتوبر 59.57 مليار دولار أمريكي، مقارنة بـ 57.5 مليار دولار تقريبًا في الشهر نفسه من العام الماضي، فيما تراجعت الواردات بنسبة 1.5% لتصل إلى 53.52 مليار دولار، مما أسفر عن فائض تجاري قدره 6.06 مليارات دولار، وهو ما يعزز وضع كوريا الجنوبية كأحد أكبر الاقتصادات المصدّرة في آسيا.
قفزة في صادرات أشباه الموصلات
أظهرت البيانات أن صادرات قطاع أشباه الموصلات كانت المحرك الأساسي لهذا النمو، حيث قفزت بنسبة 25.4% على أساس سنوي لتصل إلى 15.73 مليار دولار، مدعومة بارتفاع الطلب العالمي على الرقائق الإلكترونية المستخدمة في تقنيات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية والهواتف الذكية.
ويُعد قطاع أشباه الموصلات العمود الفقري للصادرات الكورية، إذ يشكل أكثر من 20% من إجمالي الصادرات، ما جعل تحسنه مؤخرًا مؤشرًا على تعافي النشاط الصناعي بعد فترة من التباطؤ الذي شهدته الأسواق التكنولوجية العالمية خلال عامي 2023 و2024.
الرسوم الأمريكية تضغط على الصادرات إلى واشنطن
رغم هذا النمو العام، فقد انخفضت الصادرات الكورية إلى الولايات المتحدة بنسبة 16.2% لتسجل 8.71 مليارات دولار، متأثرة بالرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة على السلع الإلكترونية والسيارات الكورية. ومع ذلك، أكدت الحكومة الكورية أن هذه التراجعات مؤقتة، خاصة بعد التوصل مؤخرًا إلى اتفاق تجاري جديد مع واشنطن يتضمن خفض الرسوم الجمركية الأمريكية على السيارات والسلع الكورية من 25% إلى 15%.
ويأتي ذلك ضمن تفاهمات ثنائية أوسع تشمل التزام كوريا الجنوبية باستثمارات تبلغ 350 مليار دولار في قطاعات التكنولوجيا والبنية التحتية داخل الولايات المتحدة خلال السنوات المقبلة، بما يعزز العلاقات الاقتصادية بين البلدين رغم الخلافات التجارية الحالية.
تحسن في الميزان التجاري رغم تباطؤ الطلب العالمي
ويرى محللون اقتصاديون أن أداء الصادرات الكورية في أكتوبر يعكس مرونة الاقتصاد الكوري الجنوبي في مواجهة التحديات الخارجية، خاصة في ظل تباطؤ الاقتصاد العالمي وتراجع الطلب على السلع الصناعية في بعض الأسواق الكبرى مثل الصين والولايات المتحدة.
وأشار تقرير وزارة التجارة الكورية إلى أن الفائض التجاري المحقق في أكتوبر يعد الخامس على التوالي منذ منتصف العام، ما يساهم في تعزيز الاحتياطي النقدي واستقرار العملة المحلية (الوون الكوري) أمام الدولار الأمريكي.
ومن المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه الإيجابي في الأشهر المقبلة مع زيادة الطلب العالمي على الرقائق المتقدمة ومنتجات الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى التوسع في إنتاج السيارات الكهربائية والبطاريات، وهي قطاعات تراهن عليها كوريا الجنوبية لتعزيز موقعها التنافسي عالميًا.
نظرة مستقبلية
وأكدت وزارة التجارة الكورية أن الحكومة ستواصل دعم الشركات المصدّرة من خلال حزم تحفيزية تشمل تخفيضات ضريبية وتسهيلات ائتمانية، إلى جانب تعزيز التعاون التجاري مع الأسواق الآسيوية الناشئة، لتقليل الاعتماد على الولايات المتحدة والصين كسوقين رئيسيتين.
ويُتوقع أن تسجل صادرات كوريا الجنوبية نموًا سنويًا يتراوح بين 4 إلى 5% في نهاية عام 2025، إذا استمر الطلب القوي على منتجات التكنولوجيا الفائقة.
