علاء فاروق: البحث العلمي الزراعي قاطرة التنمية وتحقيق الاكتفاء الذاتي
في إطار اهتمام الدولة بدعم البحث العلمي كأداة رئيسية لتحقيق التنمية المستدامة، عقد الدكتور علاء فاروق، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، اجتماعًا موسعًا مع عدد من الباحثين بمركز البحوث الزراعية، بحضور الدكتور عادل عبدالعظيم، رئيس المركز، وذلك لمناقشة أبرز التحديات التي تواجه الباحثين في أداء مهامهم اليومية، وبحث سبل تعزيز دور البحث العلمي في دعم الأمن الغذائي وتحقيق الاكتفاء الذاتي.
وفي مستهل اللقاء، أكد الوزير أن الوزارة تولي اهتمامًا كبيرًا بالبحث العلمي الزراعي باعتباره الركيزة الأساسية للنهوض بالقطاع الزراعي في ظل المتغيرات المناخية العالمية والضغوط المتزايدة على الموارد الطبيعية. وأضاف أن مركز البحوث الزراعية يعد بيت الخبرة الوطني في هذا المجال، مشيدًا بجهود الباحثين في ابتكار حلول علمية تسهم في زيادة الإنتاجية وتحسين جودة المحاصيل وتطوير أساليب الري والتربة.
وأوضح فاروق أن الهدف من اللقاء هو الاستماع المباشر إلى الباحثين ومناقشة مقترحاتهم بشأن تطوير الأداء داخل المعاهد البحثية، مؤكدًا أن التواصل المستمر مع العلماء والباحثين هو الطريق الأمثل لتحديد الأولويات ووضع خطط تنفيذية واقعية تستند إلى العلم والتجربة الميدانية.
واستمع الوزير إلى عرض تفصيلي من عدد من الباحثين حول التحديات التي تواجههم، سواء المتعلقة بالإمكانيات البحثية أو تطوير المعامل والأجهزة، أو ما يخص تحسين بيئة العمل وتوفير الدعم اللوجستي اللازم لاستمرار التجارب والمشروعات البحثية. كما عرض الباحثون رؤيتهم حول تطوير منظومة البحث العلمي لتواكب احتياجات المزارعين وتلبي متطلبات السوق الزراعي المحلي والدولي.
وخلال اللقاء، شدد وزير الزراعة على ضرورة ربط البحث العلمي بالتطبيق العملي على أرض الواقع، بحيث تكون نتائج الأبحاث موجّهة لخدمة المزارعين وتعزيز كفاءة الإنتاج في الحقول، مؤكدًا أن الوزارة تعمل على تفعيل قنوات التواصل بين الباحثين ومديريات الزراعة والإرشاد الزراعي لتعميم التجارب الناجحة على نطاق واسع.
كما وجّه فاروق بتوفير كافة سبل الدعم الفني والمالي للباحثين، وتذليل أي عقبات تعترضهم، مشيرًا إلى أن الوزارة تسعى لتطوير البنية التحتية للمعامل البحثية وتحديث أجهزتها بما يواكب التطورات العلمية الحديثة. وأكد أن الاستثمار في البحث العلمي هو استثمار في مستقبل الزراعة المصرية، مشيرًا إلى أن القطاع الزراعي يمثل أحد أعمدة الاقتصاد الوطني ويُسهم بنسبة كبيرة في تحقيق الأمن الغذائي وتوفير فرص العمل.
من جانبهم، أعرب الباحثون عن تقديرهم لحرص الوزير على الاستماع إليهم مباشرة، مؤكدين أن هذا اللقاء يعكس نهجًا جديدًا قائمًا على الشفافية والتعاون، ويمثل دفعة قوية لمواصلة العمل البحثي وتكثيف الجهود لخدمة القطاع الزراعي. وأشاروا إلى أن الدعم الذي أبداه الوزير سيساعدهم على التركيز في مهامهم الأساسية وتقديم نتائج ملموسة تساهم في تعزيز الإنتاج الزراعي وتحسين سبل معيشة المزارعين.
وفي ختام الاجتماع، شدد الوزير على استمرار عقد لقاءات دورية مع الباحثين لمتابعة تنفيذ المقترحات ومراجعة ما تحقق على أرض الواقع، مؤكدًا أن التعاون بين الدولة ومؤسساتها البحثية هو حجر الزاوية في بناء نظام غذائي قوي ومستدام يضمن الأمن الغذائي للأجيال القادمة.
