باقي علي افتتاح المتحف الكبير
  • يوم
  • ساعة
  • دقيقة
  • ثانية
الثلاثاء 28 أكتوبر 2025
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير التنفيذي
أحمد لطفي
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير التنفيذي
أحمد لطفي
تحليل

بعد دعم 4 مليارات يورو.. كيف تستفيد مصر من الشراكة مع الاتحاد الأوروبي؟ | خبراء يجيبون

الثلاثاء 28/أكتوبر/2025 - 11:55 ص
مصر والاتحاد الأوروبي
مصر والاتحاد الأوروبي

تتجه الأنظار الأوروبية نحو القاهرة مجددًا، في وقت يشهد فيه العالم اضطرابات سياسية واقتصادية متلاحقة، لتتأكد حقيقة أن مصر باتت ركيزة للاستقرار الإقليمي وشريكًا استراتيجيًا لا يمكن تجاوزه.

وهذا ما أكده عدد من الخبراء الاقتصاديين، مشيرين إلى أن الاتحاد الأوروبي بدأ يدرك بوضوح حجم الدور الذي لعبته مصر في تحمل أعباء أزمات المنطقة خلال السنوات الماضية، بدءًا من السودان وسوريا، مرورًا بحرب غزة، وصولًا إلى تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية على الغذاء والطاقة.

وفي هذا التقرير، من بانكير، نستعرض كيف يمكن أن تستفيد مصر من الشراكة مع الاتحاد الأوروبي؟.

تقدير الدور المصري من الاتحاد الأوروبي

وقال الخبير الاقتصادي سمير رؤوف إن الاتحاد الأوروبي بات اليوم أكثر وعيًا بأن مصر كانت تتحمل "فاتورة المنطقة بأكملها"، موضحًا أن الأزمات المتتالية في الدول المجاورة انعكست على الاقتصاد المصري بشكل مباشر، سواء عبر موجات النزوح من السودان، أو عبر تأثيرات حرب غزة على حركة التجارة، أو حتى تداعيات الحرب السورية التي ألقت بظلالها على الأمن الإقليمي.

وأضاف رؤوف في تصريحات لـ "بانكير"، أن الأزمة الروسية الأوكرانية مثلت نقطة تحول في نظرة أوروبا لمصر، إذ تحولت القاهرة إلى بديل استراتيجي في ملفات الغذاء والطاقة، بعد اضطراب سلاسل الإمداد في أوروبا بسبب الحرب والعقوبات.

وأشار الخبير الإقتصادي، إلى أن هذا الوعي الجديد جعل الاتحاد الأوروبي يرى في مصر دولة مستقرة سياسيًا واقتصاديًا، قادرة على الحفاظ على توازنها في منطقة مضطربة، ما دفعه لتوسيع نطاق التعاون معها خلال العامين الأخيرين.

الدكتور سمير رؤوف

وأوضح أن العلاقات المصرية الأوروبية ليست وليدة اللحظة، بل بدأت جذورها منذ عام 2014، لكنها الآن تأخذ منحى أكثر وضوحًا وتفاعلًا، بعد أن لمس الاتحاد الأوروبي جدية الدولة المصرية في الإصلاح الاقتصادي وتحسين بيئة الاستثمار.

المشروعات الصغيرة قاطرة النمو الجديدة

ولفت رؤوف إلى أن الاتحاد الأوروبي يوجه حزمة كبيرة من الاستثمارات نحو المشروعات الصغيرة والمتوسطة في مصر، لما تمثله من قاطرة نمو حقيقية في الاقتصاديات الناشئة، مشيرًا إلى أن هذا النموذج نجح بالفعل في دول كبرى مثل الصين والهند.

الرئيس السيسي في قمة بروكسل

وأكد أن تركيز أوروبا على هذا النوع من الصناعات سيُسهم في خلق فرص عمل جديدة وتقليل معدلات البطالة، ما ينعكس بدوره على تحسين النمو الاقتصادي الكلي وزيادة العمق الصناعي داخل الاقتصاد المصري.

وأضاف أن هذا الزخم في التعاون سيؤهل مصر للدخول في شراكات أوسع مع دول كبرى مثل الصين وروسيا، على غرار ما حدث مع الاتحاد الأوروبي، الأمر الذي يمنح القاهرة مساحة أوسع للمناورة الاقتصادية والسياسية، ويتيح لها الحصول على استثناءات وفرص استثمارية مميزة في الأسواق الدولية.

العلاقات لم تعد تقليدية بل أصبحت شراكة ضرورة

من جانبه، أكد الدكتور حسن هيكل، الخبير الاقتصادي، أن العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي تجاوزت مرحلة التعاون التقليدي إلى شراكة استراتيجية قائمة على الضرورة السياسية والمصلحة الاقتصادية المتبادلة.

وقال هيكل في تصريحات لـ "بانكير"، إن القاهرة أصبحت اليوم واحدة من أهم العواصم المؤثرة في ملفات الطاقة والهجرة والأمن الإقليمي، ما جعل الاتحاد الأوروبي يعيد حساباته تجاهها ويبحث عن صيغة تعاون أعمق وأكثر استدامة.

وأشار هيكل إلى أن موقع مصر الجغرافي الاستثنائي يجعلها محورًا لوجستيًا بين آسيا وأوروبا، وبوابة للأسواق الأفريقية، فضلًا عن مرور نحو 12% من التجارة العالمية عبر قناة السويس، ما يمنحها ثقلًا لا يمكن تجاهله في معادلة الأمن الاقتصادي العالمي.

ملفات شراكة متعددة

وأوضح هيكل أن الاتحاد الأوروبي يعد أكبر شريك تجاري لمصر، إذ تستحوذ دوله على قرابة 30% من حجم تجارتها الخارجية.

وتتنوع مجالات التعاون لتشمل الطاقة، النقل، الزراعة، الصناعة، الاتصالات، التعليم، والسياحة، مع تزايد الاستثمارات الأوروبية في مصر خلال الأعوام الأخيرة بفضل الإصلاحات الاقتصادية والاستقرار الأمني.

وأضاف أن مصر أصبحت مركزًا إقليميًا لتصدير الغاز الطبيعي إلى أوروبا بعد اكتشافات شرق المتوسط، خاصة حقل “ظهر”، مما جعل الغاز المصري بديلًا مهمًا للغاز الروسي.

كما اضاف أن الشراكة توسعت في مجال التحول الأخضر والطاقة المتجددة، حيث تستثمر أوروبا في مشروعات الهيدروجين الأخضر والطاقة الشمسية ضمن خطة التحول نحو الاقتصاد منخفض الكربون.

قمة بروكسل بداية مرحلة جديدة

ورأي هيكل أن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي الأخيرة إلى بروكسل ورئاسته وفد مصر في القمة المصرية الأوروبية الأولى، تمثل انطلاقة جديدة للشراكة بين الجانبين، إذ تم الاتفاق على تعزيز التعاون في مجالات الطاقة النظيفة، الأمن الإقليمي، التعليم الفني، والاستثمار، مع التزام أوروبي بدعم مصر ماليًا وفنيًا في مواجهة التحديات الاقتصادية العالمية.