"الزراعة": جمع وكبس 800 ألف طن من قش الأرز وتنفيذ 2000 ندوة إرشادية لتوعية المزارعين
أكد وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، علاء فاروق، استمرار جهود الوزارة بالتنسيق مع وزارتي البيئة والتنمية المحلية في تنفيذ منظومة جمع وتدوير قش الأرز، بما يحقق أهداف الدولة في الحد من التلوث، والقضاء على ظاهرة "السحابة السوداء"، وتحقيق الاستفادة الاقتصادية من المخلفات الزراعية.
وأوضح الوزير، في بيان صادر اليوم الجمعة، أن إجمالي ما تم جمعه وكبسه من قش الأرز حتى الآن تجاوز 800 ألف طن، بعد حصاد أكثر من 90% من المحصول في سبع محافظات رئيسية. ويأتي ذلك في إطار خطة متكاملة لمتابعة الحصاد، وتطبيق نظم الإدارة الآمنة للمخلفات الزراعية، وتحويلها إلى مدخلات إنتاج ذات قيمة اقتصادية.
وأشار التقرير الذي تلقاه الوزير من الدكتور علاء عزوز، رئيس قطاع الإرشاد الزراعي، إلى أن إجمالي ما تم كبسه من القش بلغ نحو 819,982 طنًا، بينما تم فرم 414,585 طنًا، وتشوين 577,145 طنًا بمحافظات الشرقية، البحيرة، القليوبية، كفر الشيخ، الدقهلية، الغربية، ودمياط.
وأضاف التقرير أنه تم إنتاج حوالي 1,700 طن من الأسمدة العضوية من خلال إعادة تدوير القش في مواقع التجميع، ما يؤكد القيمة الاقتصادية العالية لهذه المخلفات وقدرتها على المساهمة في تحسين خصوبة التربة ورفع إنتاجية المحاصيل الزراعية.
وأشار عزوز إلى أن الوزارة نفذت حتى الآن أكثر من 2,049 ندوة إرشادية بالمحافظات المعنية، بالتعاون مع وزارة البيئة، لرفع الوعي لدى المزارعين بخطورة حرق القش وفوائد تدويره. وبيّن أن هذه الندوات تأتي ضمن بروتوكول التعاون بين الوزارتين لتعزيز التكامل بين البعدين البيئي والزراعي في إدارة المخلفات.
وأكد الوزير علاء فاروق أن الوزارة قدمت منذ بداية موسم الحصاد دعمًا كبيرًا للمزارعين في محافظات الدلتا، عبر توفير خدمات الميكنة الزراعية بأسعار تنافسية تشمل ماكينات الحصاد والدرس والمكابس وآلات الفرم، لتشجيع المزارعين على تبني الأساليب الحديثة وتقليل الاعتماد على الطرق التقليدية.
وأوضح أن هذه الجهود أسهمت في تسريع عملية الحصاد وتحسين جودة الحبوب، بالإضافة إلى تمكين المزارعين من كبس القش وتحويله إلى بالات تُستخدم في صناعات الأعلاف والأسمدة، بدلًا من حرقه والتسبب في أضرار بيئية.
وفي السياق ذاته، أوضح الدكتور علاء عزوز أن منظومة جمع وإدارة قش الأرز تستهدف تحويل هذا المورد من عبء بيئي إلى عنصر إنتاجي مهم، يدخل في صناعات متعددة مثل الأعلاف غير التقليدية، وصناعة الأخشاب والورق والطاقة الحيوية، بجانب إنتاج السماد العضوي (الكمبوست)، بما ينسجم مع سياسات الدولة لخفض تكاليف الأسمدة الكيماوية وتحسين جودة التربة واستدامة الإنتاج الزراعي.
وأكد عزوز أن الجهود الحالية تركز أيضًا على تنفيذ برامج توعية ميدانية ورصد أنشطة التدوير بمواقع التجميع، وتقديم الدعم الفني اللازم للمزارعين والجمعيات الزراعية لضمان تطبيق معايير السلامة البيئية وجودة الهواء.
واختتم وزير الزراعة تصريحاته بالتأكيد على أن المنظومة تسير وفق رؤية متكاملة لتحقيق التوازن بين حماية البيئة وتحسين الاقتصاد الزراعي، وتحويل المخلفات الزراعية إلى فرص إنتاجية حقيقية تسهم في تحقيق التنمية المستدامة في الريف المصري.
