الذهب يتعافى بدعم من توقعات خفض الفائدة الأمريكية وتراجع الدولار

تعافت أسعار الذهب في بداية تعاملات الأسبوع، مدعومة بتزايد توقعات خفض أسعار الفائدة الأمريكية خلال الشهور المقبلة، مع ترقب المستثمرين لبيانات التضخم الأمريكية ومحادثات التجارة بين واشنطن وبكين، بحثاً عن إشارات جديدة لتوجهات السياسة النقدية العالمية.
ارتفاع طفيف في الأسعار
سجل الذهب الفوري ارتفاعاً بنسبة 0.1% ليصل إلى 4,253.33 دولار للأونصة بحلول الساعة 03:31 بتوقيت غرينتش، في حين ارتفعت العقود الآجلة الأمريكية للذهب تسليم ديسمبر بنسبة 1.3% لتبلغ 4,266.30 دولار للأونصة. كما صعدت الفضة الفورية بنسبة 0.5% إلى 52.12 دولار للأونصة بعد أن كانت قد تراجعت يوم الجمعة الماضي بنسبة 4.4% في أسوأ جلسة لها منذ أبريل، عندما لامست مستوىً قياسياً عند 54.47 دولار للأونصة.
وقال كايل رودا، المحلل في شركة كابيتال.كوم: «سوق الذهب يحاول استعادة توازنه بعد موجة البيع الحادة يوم الجمعة. المعنويات بدأت تستقر تدريجياً بعد أسابيع من الحماس المفرط».
ضغوط من تصريحات ترامب
وكان الذهب قد انخفض بنحو 1.8% يوم الجمعة الماضي، في أكبر خسارة منذ منتصف مايو، بعدما صرّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن فرض رسوم جمركية بنسبة 100% على السلع الصينية "لن يكون مستداماً"، مؤكداً في الوقت ذاته أنه سيلتقي بالرئيس الصيني شي جينبينغ قريباً، ما عزز مناخ التفاؤل بشأن انفراج التوترات التجارية بين البلدين.
وأشار رودا إلى أن المحادثات التجارية الأمريكية – الصينية هذا الأسبوع وصدور بيانات التضخم الأمريكية يوم الجمعة المقبل سيكونان بمثابة الاختبار الحقيقي لاتجاه أسعار الذهب خلال الفترة القادمة، مضيفاً أن "غياب البيانات الاقتصادية في الأيام الماضية ساعد على خلق فراغ سمح للأسعار بالارتفاع المبالغ فيه".
التضخم الأمريكي يحدد المسار
تترقب الأسواق صدور بيانات مؤشر أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة لشهر سبتمبر، والمتوقع أن تُظهر ثبات معدل التضخم الأساسي عند 3.1%، وهو ما لن يشكل –بحسب المحللين– مصدر قلق لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، في ظل الرهانات المتزايدة على خفض أسعار الفائدة قريباً.
وبحسب أداة CME FedWatch، فإن الأسواق تسعّر بالكامل خفضاً للفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية هذا الشهر، مع خفض إضافي محتمل في ديسمبر المقبل.
الذهب في أعلى مستوياته التاريخية
ورغم التذبذبات الأخيرة، فإن الذهب الذي لا يدرّ عائداً مباشراً، لا يزال من أبرز المستفيدين من التوترات الجيوسياسية وضعف الدولار. وقد ارتفع منذ بداية العام بأكثر من 60% مسجلاً مستوى قياسياً عند 4,378.69 دولار للأونصة يوم الجمعة الماضي، مدعوماً بعوامل متعددة أبرزها:
- توقعات خفض الفائدة الأمريكية.
- تزايد مشتريات البنوك المركزية حول العالم.
- جهود الدول لتقليص الاعتماد على الدولار في احتياطاتها.
- تدفقات قوية على الصناديق المتداولة في البورصة (ETFs) المرتبطة بالمعدن النفيس.
أداء المعادن النفيسة الأخرى
وفي سوق المعادن الأخرى، تراجع البلاتين بنسبة 0.8% إلى 1,596.88 دولار للأونصة، بينما ارتفع البلاديوم بنسبة 0.2% إلى 1,476.97 دولار للأونصة، في حين حافظت الفضة على مكاسبها المحدودة بعد موجة البيع الحادة التي شهدتها الأسبوع الماضي.
ويترقب المحللون أن يستمر الذهب في نطاق صعودي إذا أكدت بيانات التضخم التوقعات الحالية بخفض الفائدة، في حين أن أي مفاجآت اقتصادية إيجابية في الولايات المتحدة قد تدفع المعدن للانخفاض مجدداً على المدى القصير.