اليوان الصيني يسجل ارتفاعًا طفيفًا مدعومًا بتفاؤل تجاري وتحركات رسمية لتعزيز الاستقرار

سجل اليوان الصيني ارتفاعًا طفيفًا أمام الدولار الأمريكي خلال تعاملات اليوم الاثنين، مدعومًا بتثبيت رسمي أقوى من التوقعات من جانب بنك الشعب الصيني، وبحالة من التفاؤل في الأسواق بشأن تراجع حدة التوترات التجارية مع الولايات المتحدة، وذلك تزامنًا مع انعقاد الدورة الكاملة للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني.
وبحلول الساعة 03:20 بتوقيت غرينتش، ارتفع اليوان في السوق المحلية بنسبة 0.04% ليصل إلى 7.1248 يوان لكل دولار، فيما تم تداول اليوان الخارجي عند 7.1260 يوان للدولار. وجاء هذا الأداء الإيجابي بدعم من السياسة النقدية الصينية التي تسعى للحفاظ على استقرار العملة الوطنية، خاصة في ظل التطورات الاقتصادية والسياسية الجارية.
وقبل افتتاح السوق، حدد بنك الشعب الصيني (البنك المركزي) سعر الفائدة الوسطى عند 7.0973 يوان للدولار، أي أقوى بـ345 نقطة أساس من تقدير «رفينيتيف» البالغ 7.1318 يوان. ويسمح البنك المركزي بتداول اليوان ضمن هامش ±2% حول هذا السعر المرجعي يوميًا. وفسّر المتعاملون هذا التثبيت الأقوى من المتوقع باعتباره رسالة واضحة على رغبة السلطات النقدية في تثبيت سعر صرف العملة ومنع تذبذبها في الفترة التي تسبق القرارات السياسية والاقتصادية المهمة.
في الوقت ذاته، أظهرت البيانات الاقتصادية تباطؤ نمو الاقتصاد الصيني في الربع الثالث من العام إلى أضعف وتيرة خلال عام، إلا أن محللين أكدوا أن ثاني أكبر اقتصاد في العالم ما زال يسير في الاتجاه الصحيح لتحقيق هدف النمو السنوي البالغ نحو 5%. وأوضح لي هاو، مدير الأبحاث في شركة سايبريس إنفستمنت مانجمنت، أن "تحقيق معدل النمو المستهدف ليس صعبًا، بشرط عدم حدوث صدمات جيوسياسية أو اقتصادية كبيرة"، مضيفًا أن الاقتصاد يحتاج إلى نمو بنسبة 4.6% على أساس سنوي في الربع الرابع للوصول إلى هذا الهدف.
وفي السياق السياسي، بدأت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني اجتماعاتها في دورتها الكاملة الرابعة، والتي تمتد حتى الخميس المقبل، حيث ستناقش جدول الأعمال الاقتصادي والاجتماعي وخطط التنمية للسنوات الخمس المقبلة.
وأوضح محللون في بنك إيه إن زد (ANZ) أن التعديلات المحتملة في السياسة الاقتصادية من المرجح أن تتم خلال مؤتمر العمل الاقتصادي المركزي في ديسمبر المقبل، وليس في الوقت الراهن، مشيرين إلى أنه "في حال تدهورت المؤشرات الاقتصادية أو معنويات السوق، فقد يتم اللجوء إلى مزيد من التيسير النقدي بنهاية العام".
يأتي ذلك في وقت أبقت فيه الصين أسعار الإقراض الأساسية دون تغيير للشهر الخامس على التوالي في أكتوبر، بما يتماشى مع توقعات السوق، رغم إشارات التباطؤ الاقتصادي.
وعلى الصعيد الدولي، قال وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت يوم الجمعة إنه يتوقع لقاء نائب رئيس الوزراء الصيني هي ليفنغ هذا الأسبوع في ماليزيا، في محاولة لتفادي تصعيد جديد في الحرب التجارية بين البلدين، خاصة فيما يتعلق بالرسوم الجمركية الأمريكية على السلع الصينية، التي وصفها الرئيس دونالد ترامب بأنها "غير مستدامة".
ويرى مراقبون أن استمرار التواصل بين واشنطن وبكين يعزز فرص الاستقرار في الأسواق المالية العالمية، ويمنح اليوان دعمًا إضافيًا خلال الفترة المقبلة، في ظل ترقب المستثمرين لنتائج الاجتماعات السياسية والاقتصادية المرتقبة في الصين.