باقي علي افتتاح المتحف الكبير
  • يوم
  • ساعة
  • دقيقة
  • ثانية
الأحد 12 أكتوبر 2025
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير التنفيذي
أحمد لطفي
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير التنفيذي
أحمد لطفي
أخبار

تجار الفضة يهرعون إلى لندن لشراء السبائك وسط أزمة تاريخية تهز السوق

الأحد 12/أكتوبر/2025 - 03:14 م
الفضة
الفضة

شهدت سوق الفضة العالمية اضطرابًا حادًا هو الأكبر منذ أكثر من أربعة عقود، بعد تعرضها لما يُعرف بـ"الضغط القصير" (Short Squeeze)، ما أدى إلى قفزة تاريخية في الأسعار تجاوزت 50 دولارًا للأوقية للمرة الثانية فقط منذ عام 1980، الأمر الذي أثار حالة من الهلع بين المستثمرين وتجار المعادن الثمينة حول العالم.

ونقلت منصة "ماينينج دوت كوم" الدولية المتخصصة في أسواق التعدين والمعادن، أن الأزمة الراهنة دفعت العديد من تجار الفضة إلى التوجه نحو لندن – مركز التداول العالمي الرئيسي للمعادن الثمينة – في محاولة لتأمين احتياجاتهم من السبائك قبل مزيد من الارتفاعات المتوقعة، مع تزايد الطلب الفعلي مقابل نقص المعروض في السوق.

وأشار التقرير إلى أن الضغوط على العقود الآجلة للفضة بدأت خلال الأسبوع الماضي نتيجة تحركات مفاجئة من قبل صناديق تحوط كبرى حاولت تغطية مراكزها المكشوفة بعد موجة شراء ضخمة من مستثمرين أفراد ومؤسسات تبحث عن ملاذ آمن وسط اضطرابات الأسواق العالمية. وأدت هذه التحركات إلى ارتفاع الأسعار بنسبة تزيد على 35% في أقل من أسبوع، لتصل إلى أعلى مستوياتها منذ أربعة عقود.

وفي الوقت نفسه، تشهد مستودعات بورصة لندن للمعادن (LME) ضغوطًا متزايدة مع تراجع مستويات المخزون إلى أدنى حد منذ عشر سنوات، ما تسبب في نقص فعلي في الإمدادات المادية، وأجبر العديد من البنوك وشركات التداول على البحث عن مصادر بديلة للفضة الخام من الأسواق الآسيوية، وخاصة الهند والصين.

وتوقعت مصادر مصرفية أن يستمر الطلب على الفضة في الارتفاع خلال الأشهر المقبلة مدفوعًا بالتحول العالمي نحو الطاقة النظيفة، إذ تُعد الفضة عنصرًا أساسيًا في تصنيع الألواح الشمسية والمكونات الإلكترونية الدقيقة. كما أشار محللون إلى أن المستثمرين باتوا ينظرون إلى الفضة باعتبارها “ذهب الفقراء”، مما يعزز جاذبيتها كأداة للتحوط في مواجهة التضخم والتقلبات الجيوسياسية.

من جانبه، حذر الخبير الاقتصادي البريطاني “ديفيد ماكينزي” من أن استمرار الأزمة قد يؤدي إلى اضطرابات أوسع في أسواق المعادن الثمينة، خاصة إذا استمرت عمليات الشراء المفرطة دون تدخل من الجهات التنظيمية. وأضاف أن المشهد الحالي يعيد إلى الأذهان أزمة عام 1980، عندما أدت مضاربات ضخمة من قبل الأخوين “هانت” إلى انهيار السوق لاحقًا بعد بلوغ الأسعار مستويات قياسية.

وتشهد محلات تجارة السبائك في لندن منذ يوم الجمعة الماضي إقبالًا غير مسبوقًا من المستثمرين والمواطنين الذين يسعون إلى شراء كميات صغيرة من الفضة المادية، وسط توقعات بأن يشهد السوق مزيدًا من التقلبات في الأيام المقبلة.

ويشير مراقبون إلى أن السلطات المالية البريطانية تتابع الموقف عن كثب، وأن هناك تحركات للتنسيق مع البنوك الكبرى ومؤسسات الوساطة لتجنب تكرار سيناريو انهيار الأسعار المفاجئ كما حدث في الثمانينيات.