«السوق لن يحتمل الجميع».. تحذير من اختفاء الشركات العقارية في مصر لهذه الأسباب؟

يشهد سوق العقارات في مصر حالة من التحوّل الكبير، وسط توقعات بخروج عدد ضخم من شركات الوساطة العقارية من السوق خلال الفترة المقبلة بسبب التخوفات من الفقاعة العقارية وأسباب أخري تتعلق بالتكنولوجيا وطموحات الشباب العاملين في السيلز.
فيما يلي نعرض الأسباب التي تقف وراء التوقعات المثيرة للجدل، وتأثيرها المتوقع على مستقبل سوق العقارات في مصر:
شركات السمسرة
وحذر نادر خزام، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة الكازار للتطوير العمراني، الذي أكد أن نحو 50% من شركات الوساطة العقارية الحالية أو السمسرة قد تختفي بحلول عام 2026، محذرًا من أن البقاء سيكون فقط لمن يمتلك الخبرة والدراسة الكافية في هذا القطاع شديد التنافسية.
قال نادر خزام إن هناك عددًا كبيرًا من شركات الوساطة العقارية التي لن تتمكن من الاستمرار خلال العام المقبل، موضحًا أن «السوق لن يحتمل الجميع»، وأن «من يعمل بعشوائية أو كهواية لن يستطيع الصمود».
وأضاف أن السوق العقاري بات يحتاج إلى احتراف حقيقي في إدارة عمليات البيع والتسويق العقاري، مشيرًا إلى أن الشركات التي تعتمد على الاجتهاد دون خبرة أو دراسة منهجية لن تحقق أرباحًا ولن تقدر على الاستمرار.
الخبرة والعلم أساس البقاء
وأكد خزام أن المرحلة المقبلة ستشهد فرزًا طبيعيًا بين الشركات، فالمهنيون والمتخصصون هم من سيواصلون العمل، بينما ستخرج من السوق الشركات التي لا تمتلك كوادر مدرَّبة أو معرفة كافية بآليات السوق واللوائح المنظمة للعمل العقاري.
وأشار إلى أن السوق العقاري المصري بات أكثر تعقيدًا من أي وقت مضى، مع تنوع المنتجات العقارية واشتداد المنافسة وارتفاع تكاليف التسويق، ما يجعل العشوائية والتجريب غير مقبولين بعد الآن.
التكنولوجيا تغيّر قواعد اللعبة
ولفت خزام إلى أن التحول الرقمي والتسويق الإلكتروني أصبحا عنصرين حاسمين في نجاح أي شركة وساطة عقارية. وقال إن الاعتماد على الأساليب التقليدية في البيع والترويج لم يعد كافيًا، إذ أصبحت المنصات الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي محركًا أساسيًا لاتخاذ قرارات الشراء.
وأضاف أن الشركات التي لا تواكب التطورات التكنولوجية الحديثة، ولا تعتمد على نظم إدارة متكاملة وتحليل بيانات العملاء، ستجد نفسها خارج المنافسة خلال فترة قصيرة.
التنظيم وارتفاع تكاليف التشغيل
وأوضح خزام أن اتجاه الدولة نحو تنظيم سوق الوساطة العقارية ووضع ضوابط أكثر صرامة سيؤدي بطبيعة الحال إلى خروج الشركات غير المؤهلة من السوق، كما أن ارتفاع تكاليف التشغيل والتسويق سيجعل الاستمرار صعبًا لمن لا يمتلك قاعدة مالية قوية.
وأشار إلى أن الشركات الجادة فقط والتي تلتزم بالقواعد وتعمل بمهنية ستكون قادرة على التأقلم مع هذه المتغيرات والاستفادة من الفرص المستقبلية.
مستقبل السوق العقاري
ويرى خزام أن عملية "الفرز" التي ستشهدها السوق خلال العام المقبل ستخلق بيئة أكثر احترافية واستقرارًا، موضحًا أن اختفاء الشركات غير الجادة سيؤدي إلى تحسين جودة الخدمات، وزيادة الثقة بين المطورين والعملاء والمستثمرين.
وأكد أن هذه التغيرات تمثل فرصة لإعادة ضبط السوق ووضع معايير جديدة للنجاح، قوامها الدراسة، والكفاءة، والتكنولوجيا، والإدارة الذكية.