من أرض الفراعنة للطماطم المجففة.. الأقصر فيها 45 ألف فدان وبتنتج 30 طن طازة.. إيه علاقة أوروبا وأمريكا بالموضوع!

لو سألت أي حد عن الأقصر، أول حاجة هتيجي في باله المعابد والتماثيل والتاريخ، بس محدش هيتخيل إن نفس الأرض دي بقت النهارده واحدة من أكبر مراكز تصدير الطماطم المجففة في العالم!
مشروع بدأ بسيط في الصعيد، وبقى سبب في تغيير شكل الزراعة وفتح بيوت آلاف الأسر، وخلى أوروبا وأمريكا تستورد منتج مصري 100%.
الأقصر دلوقتي مش بس بلد السياحة، دي كمان بقت "مملكة الطماطم المجففة" بكل ما تعنيه الكلمة.
المحافظة فيها حوالي 45 ألف فدان مزروعين بالطماطم، وكل فدان بينتج من 20 لـ30 طن طماطم طازة، بس الجمال كله بيبدأ بعد الحصاد!
الطماطم هناك بتتجفف تحت الشمس في مناشر كبيرة منتشرة في القرى والمراكز، ودي بتقلل وزن الطماطم بشكل رهيب.. كل 10 كيلو طماطم طازة بيتحولوا لكيلو واحد مجفف، بس قيمته بتزيد أكتر من الضعف!

يعني ببساطة تقدر تقول ان الشمس بتطبخ الطماطم وتحولها لدهب أحمر بيطلبه العالم كله.
وخليني اقولك ان السر في نجاح الأقصر مش مجرد كمية الإنتاج، لكن الجودة لأ .. كل ده عشان المناخ هناك مثالي لعملية التجفيف الطبيعي، والطماطم بتطلع بطعم مركز وقوام ممتاز بيخليها تنافس منتجات إيطاليا وإسبانيا في أسواق أوروبا وأمريكا، اللي دلوقتي بقت بتعتمد بشكل كبير على الطماطم المجففة من مصر.
وزارة الزراعة خدت المشروع ده على محمل الجد، وبدأت تطوره بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي.
واتعمل 7 مناشر شمسية حديثة لتجفيف الطماطم، والمناشر دي مش بس بتنتج، دي كمان بتشغل مئات من السيدات والفتيات الريفيات، اللي اتدربوا على مراحل التجفيف والتعبئة وبيكسبوا دخل ثابت في الموسم.
كمان الوزارة أعلنت إنها نجحت في استنباط 8 أصناف جديدة من بذور الطماطم، بإنتاجية أعلى (توصل لـ40 طن للفدان) ومقاومة للأمراض، وده بيقلل خسائر المزارعين وبيخلي الزراعة أنجح وأربح.
الميزة كمان إن التجفيف بيتم بالطاقة الشمسية، من غير أي ملوثات أو تكلفة كهرباء عالية، وده بيخلي المشروع نموذج مثالي للزراعة المستدامة اللي بتحافظ على البيئة وتزود الدخل في نفس الوقت
والمزارعين بقوا يشوفوا في المشروع ده باب رزق مضمون وسريع، بدل ما يبيعوا المحصول الطازة بسعر قليل، بقوا يقدروا يضاعفوا المكسب بالتجفيف.
والنتيجة ان آلاف الأسر في الأقصر بقى عندها مصدر دخل ثابت، واسم مصر بقى بيتكرر في قوائم أهم الدول المصدرة للطماطم المجففة.
في النهاية، الأقصر أثبتت إنها مش بس بلد الحضارة والتاريخ، لكنها كمان بلد المستقبل الزراعي.
يعني من أرض المعابد لمناشر الطماطم، المدينة دي قدرت تكتب قصة نجاح جديدة.