الذهب يتجاوز 3900 دولار للأوقية لأول مرة مع استمرار الإغلاق الحكومي في أمريكا
قفزت أسعار الذهب خلال التعاملات الآسيوية، اليوم الإثنين، إلى مستويات تاريخية جديدة متجاوزة حاجز 3900 دولار للأوقية للمرة الأولى في تاريخها، وسط تزايد الإقبال على الملاذات الآمنة بفعل استمرار الإغلاق الجزئي للحكومة الأمريكية، وتصاعد المخاوف بشأن تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي.
ووفقاً لبيانات التداول، ارتفع سعر الذهب الفوري بأكثر من 1.8% ليصل إلى 3905 دولارات للأوقية، فيما صعدت العقود الآجلة الأمريكية للذهب إلى 3912 دولاراً للأوقية، مدفوعة بتراجع الدولار الأمريكي وعوائد سندات الخزانة الأمريكية، مع تنامي توقعات الأسواق بأن الاحتياطي الفيدرالي سيتجه قريباً إلى خفض أسعار الفائدة لكبح تداعيات الإغلاق الحكومي على الاقتصاد.
وأشار محللون إلى أن استمرار الأزمة السياسية في واشنطن، وعدم التوصل إلى اتفاق لتمويل الحكومة الفيدرالية، زاد من حالة عدم اليقين المالي، ودفع المستثمرين نحو الذهب كأصل آمن يحافظ على القيمة في أوقات الاضطرابات.
وقالت وكالة “بلومبرغ” إن الإغلاق الحكومي، الذي دخل أسبوعه الثاني، تسبب في تعطيل نشر بيانات اقتصادية مهمة مثل تقرير الوظائف الأمريكية، ما جعل المستثمرين يعتمدون بشكل أكبر على المؤشرات الفنية وتوقعات السوق بدلاً من البيانات الرسمية.
وفي السياق ذاته، انخفض مؤشر الدولار الأمريكي إلى أدنى مستوياته في ثلاثة أسابيع، متراجعاً بنسبة 0.6% أمام سلة العملات الرئيسية، بينما تراجعت عوائد السندات الأمريكية لأجل 10 سنوات إلى 3.95%، ما زاد من جاذبية الذهب كاستثمار بديل.
وفي أسواق المعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة بنحو 1.4% لتصل إلى 29.8 دولاراً للأوقية، وصعد البلاتين بنسبة 0.9% إلى 1010 دولارات للأوقية، في حين سجل البلاديوم ارتفاعاً محدوداً إلى 1155 دولاراً للأوقية.
ويرى خبراء أن الصعود القوي للذهب يعكس تحولاً واسعاً في توجهات المستثمرين نحو الأصول الآمنة في ظل تنامي المخاطر السياسية والاقتصادية، مشيرين إلى أن استمرار الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة قد يؤدي إلى مزيد من التذبذب في الأسواق المالية العالمية، ويزيد من احتمالات ركود الاقتصاد الأمريكي خلال الربع الأخير من العام الجاري.
وقال كبير محللي السلع في شركة “ساكسو بنك” أولي هانسن، إن ارتفاع الذهب فوق مستوى 3900 دولار “يشير إلى تحول نفسي في السوق، حيث بات المستثمرون يعتقدون أن دورة تشديد السياسة النقدية الأمريكية قد انتهت بالفعل، وأن التيسير المالي قادم لا محالة”.
وأضاف أن ضعف الدولار وارتفاع التوقعات بخفض الفائدة، إلى جانب الطلب المتزايد من البنوك المركزية على شراء الذهب كأداة للتحوط ضد التقلبات، كلها عوامل تعزز استمرار موجة الصعود الحالية.
وفي آسيا، أدى ارتفاع أسعار الذهب إلى انتعاش أسهم شركات التعدين، خصوصاً في أستراليا واليابان، فيما توقع محللون استمرار الزخم الصعودي خلال الأسابيع المقبلة إذا لم يتم التوصل إلى حل سريع للأزمة الحكومية الأمريكية.
ويؤكد مراقبون أن تجاوز الذهب لمستوى 3900 دولار للأوقية يمثل إشارة قوية على تنامي مخاوف الأسواق العالمية، ويعزز مكانته كأداة رئيسية للتحوط ضد الأزمات الجيوسياسية والاقتصادية.
