ذهب الفقير.. كيف تحولت الفضة إلى معدن المستقبل والطاقة النظيفة

مع تجاوز سعر أونصة الفضة حاجز 44 دولاراً للمرة الأولى منذ أكثر من 10 سنوات، عاد الجدل حول مستقبلها كأصل استثماري واعد، ورغم أنها أكثر تقلباً من الذهب، فإنها تمنح فرصاً أكبر لتحقيق مكاسب سريعة، خاصة في ظل الطلب المتزايد عليها في الصناعات التكنولوجية والطاقة النظيفة.
كانت الفضة تُعرف قديماً باسم ذهب الرجل الفقير، إذ لجأ إليها الناس كبديل أرخص للذهب في الحُلي والزينة لكن هذا اللقب لم يعد منصفاً اليوم.
في هذا التقرير نوضح كيف أصبحت الفضة ركناً أساسياً في عالم يتجه نحو التكنولوجيا والطاقة النظيفة:
معدن في قلب الثورة الصناعية الجديدة
لم تعد الفضة محصورة في الحُلي والمجوهرات، بل أصبحت عنصراً استراتيجياً في الصناعات الحديثة.
فهي تدخل في صناعة الهواتف الذكية والحواسيب والأجهزة الإلكترونية الدقيقة، وتلعب دوراً محورياً في الألواح الشمسية التي تولّد الكهرباء النظيفة، كما تُستخدم بكثافة في أنظمة السيارات الكهربائية التي تقود ثورة النقل المستدام.
ويعود ذلك إلى خصائصها الفريدة في توصيل الكهرباء والحرارة، ما يجعلها المعدن الأكثر كفاءة في نقل الطاقة بين المعادن كافة، وهو ما يمنحها أهمية استثنائية في مشروعات الطاقة المتجددة.

الطب والكيمياء.. استخدامات لا تعرف الحدود
في مجال الطب الحديث، تحتل الفضل1ة مكانة متقدمة بفضل قدرتها على مقاومة البكتيريا، إذ تدخل في تصنيع الأدوات الجراحية والضمادات العلاجية والمستحضرات الطبية.
أما في مجال التحفيز الكيميائي، فتُستخدم الفضة في إنتاج مواد جديدة تساهم في تحسين كفاءة الصناعات وتقليل الانبعاثات الملوِّثة.
معدن الغد والاستثمار الذكي
تاريخياً كانت الفضة ملاذاً آمناً للشعوب في أوقات الأزمات، واليوم تكتسب هوية مزدوجة تجمع بين القيمة الجمالية والاقتصادية. فهي في الوقت نفسه معدن ثمين ومعدن صناعي استراتيجي يفتح أبواب المستقبل أمام الاقتصاد الأخضر.
وفي عالم يتسابق نحو التحول للطاقة المتجددة والتكنولوجيا المتطورة، تثبت الفضة أنها لم تعد ذهب الفقراء، بل معدن المستقبل الذي يجمع بين الجمال والابتكار، وبين اللمعان التقليدي والدور المحوري في بناء اقتصاد أكثر استدامة.
وفي مصر تظل التوقعات بأستمرار أسعار الفضة في ظل ارتفاع الأونصة عالمياً مما ينصح الخبراء بالاستثمار في الفضة في ظل ارتفاع أسعار الذهب بشكل كبير.