مصر توقع 3 عقود مع شركة "كاف" الإسبانية لتأهيل وصيانة قطارات مترو الأنفاق

في إطار توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بتعزيز التعاون مع إسبانيا، وتزامنًا مع الزيارة الرسمية لجلالة الملك فيليبي السادس ملك إسبانيا والملكة ليتيزيا إلى مصر، شهد الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل، مراسم توقيع ثلاث عقود جديدة بين الهيئة القومية للأنفاق وشركة "كاف" الإسبانية، وذلك على هامش الملتقى المصري الإسباني للأعمال المنعقد بالقاهرة.
وتشمل العقود الموقعة اتفاقية صيانة شاملة لـ 23 قطارًا يعملون بالخط الأول لمترو أنفاق القاهرة، إضافة إلى عقدين لإعادة تأهيل وصيانة 39 قطارًا بالخط الثاني، وهي القطارات التي دخلت الخدمة منذ تسعينيات القرن الماضي. وتهدف هذه الخطوة إلى رفع كفاءة التشغيل وضمان استدامة الخدمة المقدمة لملايين المواطنين يوميًا.
وأوضح وزير النقل أن العقود المبرمة تأتي في إطار خطة الدولة الشاملة لتطوير شبكة مترو الأنفاق، مشيرًا إلى أن أعمال الصيانة وإعادة التأهيل ستُنفذ بالكامل داخل مصر، في ورشتي طره وشبرا، وبمشاركة عمالة مصرية بنسبة تزيد عن 95%. كما سيتم تمويل الأعمال من موازنة الهيئة القومية للأنفاق وبالجنيه المصري، بما يخفف الأعباء عن العملة الأجنبية ويعزز من المكون المحلي.
وأكد الوزير أن الاتفاق يتضمن بندًا خاصًا بتوطين صناعة المكونات وقطع الغيار داخل مصر، بالتعاون بين شركة "كاف" الإسبانية والشركة المصرية لإدارة وتشغيل المترو، وهو ما يسهم في تعميق التصنيع المحلي وتدريب الكوادر المصرية على أحدث تكنولوجيات الصيانة والتشغيل.
وأضاف أن إعادة تأهيل القطارات ستطيل عمرها الافتراضي بما لا يقل عن 20 عامًا إضافية، من خلال تحديث أنظمة الجر والتحكم والتكييف والتهوية، إلى جانب تنفيذ برنامج صيانة شامل لمدة 10 سنوات يشمل 62 قطارًا بالخطين الأول والثاني، بما يضمن استدامة التشغيل بأعلى درجات الاعتمادية ويقلل الأعطال اليومية ويحسن مستوى الخدمة.
وشدد الوزير على أن هذه العقود تأتي ضمن جهود الدولة لتوسيع شبكة النقل الحضري الأخضر المستدام الصديق للبيئة، استكمالًا لمشروعات مترو الأنفاق وشبكات الجر الكهربائي السريع، التي تخدم خطط التوسع العمراني والحركة الاقتصادية والسياحية والصناعية، وتلبي الطلب المتزايد على وسائل النقل الحديثة.
كما أشار الوزير إلى أن هذه العقود تجسد الثقة المتبادلة بين مصر وإسبانيا، حيث تعد شركة "كاف" واحدة من أبرز الشركات العالمية في مجال النقل السككي، لافتًا إلى أن التعاون لا يقتصر على "كاف" فقط، بل يشمل شركات إسبانية كبرى مثل "ألستوم"، "سيمنز"، "تيبسا"، "تالجو"، و"كول واي"، التي تشارك في تنفيذ مشروعات قومية بمصر.
وعلى هامش الملتقى المصري الإسباني للأعمال، عقد الوزير لقاءً مع السيدة أمبارو لوبيز سينوفيلا، وزيرة الدولة الإسبانية لشؤون التجارة، بحضور الرئيس التنفيذي لمجموعة "كاف"، حيث تم التأكيد على قوة العلاقات الاقتصادية بين البلدين، وأهمية استمرار التعاون في مجالات النقل والصناعة، كما وجه الوزير الشكر للجانب الإسباني على دعمه الكبير في إتمام إجراءات العقود.
ويأتي توقيع هذه العقود تتويجًا لمسار التعاون الاستراتيجي بين مصر وإسبانيا، ودليلاً على التزام الدولة المصرية برفع كفاءة البنية التحتية للنقل وتقديم خدمات حديثة وآمنة وموثوقة للمواطنين.