الأربعاء 17 سبتمبر 2025
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير التنفيذي
أحمد لطفي
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير التنفيذي
أحمد لطفي
أخبار

الشحن البحري يلجأ إلى الذكاء الاصطناعي لمكافحة تصاعد حرائق السفن

الأربعاء 17/سبتمبر/2025 - 02:16 م
حرائق السفن
حرائق السفن

تشهد صناعة الشحن البحري العالمية تحولات نوعية في آليات عملها، بعدما لجأت مؤخرًا إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي بهدف مواجهة التحديات المتزايدة الناجمة عن تصاعد حرائق السفن، التي وصلت في عام 2024 إلى مستوى قياسي هو الأعلى خلال العقد الأخير.

بحسب تقارير دولية، ارتفعت أعداد الحرائق على متن السفن التجارية بشكل غير مسبوق خلال السنوات الأخيرة، مدفوعة بتزايد شحنات المواد الخطرة، وعلى رأسها بطاريات "الليثيوم أيون" المستخدمة في السيارات الكهربائية والأجهزة الإلكترونية. وقد تسبب هذا النوع من الحرائق في خسائر مالية بمليارات الدولارات، فضلًا عن تهديد حياة أطقم السفن وتعطيل سلاسل الإمداد العالمية.

في مواجهة هذا التحدي، تتجه شركات الملاحة والموانئ وشركات التأمين البحري إلى الاستثمار في حلول الذكاء الاصطناعي، التي تتيح التنبؤ المبكر بمخاطر الحرائق، عبر أنظمة استشعار ذكية قادرة على تحليل البيانات الحرارية والدخان والحركة داخل الحاويات والسفن. كما يمكن لهذه التقنيات تتبع مسار الشحنات عالية الخطورة وتقديم إنذارات فورية قبل تطور أي خلل إلى كارثة.

وأشار خبراء في النقل البحري إلى أن هذه الخطوة تمثل نقلة استراتيجية في حماية الأصول البحرية وتعزيز سلامة النقل التجاري، في ظل اعتماد الاقتصاد العالمي بنسبة تتجاوز 80% على الشحن البحري لنقل البضائع.

شركات التأمين البحري كانت من أوائل الجهات التي دعمت هذا التوجه، بعدما ارتفعت تعويضاتها بشكل كبير بسبب تزايد الحرائق. وتعمل هذه الشركات بالتعاون مع اتحادات الموانئ على تطبيق معايير جديدة للسلامة تستند إلى الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك أنظمة مراقبة آنية في السفن، وخطط طوارئ رقمية تسمح بالتدخل السريع للحد من انتشار الحرائق.

كما تسعى موانئ أوروبية وآسيوية رائدة إلى تجهيز بنيتها التحتية بأنظمة ذكية، قادرة على التعامل مع الحرائق منذ لحظة اكتشافها، ما قد يقلل من الأضرار البيئية والاقتصادية المرتبطة بهذه الحوادث.

الحرائق البحرية لا تهدد الأرواح والسفن فحسب، بل تترك آثارًا بيئية مدمرة، خاصة عند تسرب الوقود أو احتراق مواد كيميائية ضارة. وهنا يبرز دور الذكاء الاصطناعي في تقليل زمن الاستجابة ومنع انتشار النيران، ما يسهم في الحد من الانبعاثات السامة والتلوث البحري.

ويرى محللون أن الاستثمار في هذه التقنيات لن يعزز فقط مستويات الأمان، بل سيقلل أيضًا من تكاليف التأمين والشحن، ما ينعكس إيجابًا على حركة التجارة الدولية.

يتوقع خبراء النقل أن يشهد العقد المقبل اعتمادًا متزايدًا على الذكاء الاصطناعي في مختلف مراحل الشحن البحري، بدءًا من فحص الحاويات قبل الإبحار، مرورًا بالمراقبة الآنية أثناء الرحلات، وصولًا إلى إدارة الأزمات في الموانئ.

ويؤكد مراقبون أن نجاح هذه المبادرات يعتمد على تكامل الجهود بين الحكومات، وشركات الملاحة، ومؤسسات البحث والتطوير، لتبني معايير دولية موحدة تضمن فعالية الحلول الرقمية في مواجهة المخاطر.

وبينما تتجه الأنظار إلى التكنولوجيا كمنقذ محتمل، تبقى الحاجة ملحّة لتغيير الثقافة التنظيمية داخل الصناعة البحرية، بحيث يصبح الاعتماد على البيانات والتحليلات الذكية عنصرًا أصيلًا في إدارة المخاطر، وحماية التجارة العالمية من تبعات الكوارث البحرية.