تزايد غير مسبوق في رحلات السياح الروس إلى الصين بعد إلغاء التأشيرات

شهدت حركة السفر بين روسيا والصين طفرة كبيرة خلال الأسابيع الأخيرة، بعد قرار بكين إلغاء نظام التأشيرة للسياح الروس، في خطوة وُصفت بأنها نقطة تحول في العلاقات السياحية والاقتصادية بين البلدين.
ووفقًا لشبكة تلفزيون "بريكس" الدولية، فقد ارتفعت معدلات الإقبال من جانب المواطنين الروس على زيارة الصين إلى مستويات غير مسبوقة، إذ سجلت وكالات السفر والسياحة زيادة استثنائية في الحجوزات مقارنة بالفترات السابقة. ويأتي هذا القرار في إطار التوجه الاستراتيجي لكل من موسكو وبكين لتعزيز الشراكة الثنائية، ليس فقط على المستوى السياسي والاقتصادي، بل أيضًا على المستوى الثقافي والسياحي.
أشارت التقارير إلى أن شركات السياحة الروسية سجلت قفزة بنسبة تجاوزت 40% في الطلب على الرحلات المتجهة إلى الصين منذ إعلان إلغاء التأشيرة. وتمثل الوجهات الأكثر استقطابًا للسياح الروس مدن بكين وشنغهاي وغوانغجو، بالإضافة إلى المواقع التاريخية والثقافية التي تجذب شرائح واسعة من مختلف الفئات العمرية.
كما أوضحت الجهات المنظمة أن القرار ساعد على تيسير حركة السفر بشكل ملحوظ، إذ لم يعد السائح الروسي بحاجة إلى إجراءات معقدة أو فترات انتظار طويلة لاستخراج التأشيرة، وهو ما انعكس مباشرة في زيادة أعداد الزائرين.
يرى محللون أن هذه الخطوة تعكس عمق العلاقات الاستراتيجية بين روسيا والصين، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية العالمية. فالسياحة باتت إحدى أدوات القوة الناعمة التي تعزز الروابط الشعبية والثقافية، وتفتح آفاقًا جديدة للتعاون في مجالات مثل التجارة والخدمات والنقل الجوي.
كما يساهم تدفق السياح الروس في دعم الاقتصاد الصيني عبر زيادة الإنفاق على الفنادق والمطاعم والتسوق والأنشطة الثقافية، في الوقت الذي يشكل فيه السوق الروسي فرصة مهمة لتعويض التباطؤ في بعض الأسواق التقليدية.
أكد خبراء في قطاع السياحة أن الإقبال المتزايد يفتح الباب أمام فرص استثمارية مشتركة، مثل تطوير البنية التحتية السياحية، وزيادة الرحلات الجوية المباشرة، وتعزيز التعاون بين وكالات السفر في البلدين. كما أن هذا القرار قد يمهد الطريق أمام تسهيلات مماثلة من جانب روسيا للسياح الصينيين، بما يساهم في تحقيق التوازن وزيادة التبادل السياحي.
إلى جانب المكاسب الاقتصادية، يفتح القرار الباب أمام تعزيز التفاهم الثقافي بين الشعبين الروسي والصيني، من خلال زيادة التفاعل المباشر والتعرف على العادات والتقاليد واللغة والموروث الحضاري. وهو ما قد يسهم في بناء جسور طويلة الأمد تدعم الشراكة بين موسكو وبكين على كافة الأصعدة.
يرى مراقبون أن نجاح تجربة إلغاء التأشيرة قد يشجع دولاً أخرى ضمن تجمع "بريكس" أو خارجه على اتخاذ خطوات مماثلة مع روسيا أو الصين، بما يساهم في زيادة حركة السياحة الدولية وتعزيز الترابط الاقتصادي.
وفي ضوء هذه التطورات، من المتوقع أن تواصل أعداد السياح الروس إلى الصين نموها خلال الفترة المقبلة، بما يعزز مكانة البلدين كشريكين رئيسيين في صياغة ملامح التعاون الإقليمي والدولي.