مباحثات "أمريكية-صينية" في إسبانيا بشأن الخلافات التجارية وتيك توك

يجتمع مسؤولون أمريكيون وصينيون اليوم الأحد في العاصمة الإسبانية مدريد، لبحث ملفات تجارية شائكة تتعلق بالرسوم الجمركية، والجدل المتصاعد حول تطبيق "تيك توك"، إضافة إلى مطالب واشنطن لحلفائها الأوروبيين بفرض قيود تجارية على الصين، بهدف الضغط عليها لوقف مشترياتها من النفط الروسي.

وتُعد هذه الجولة رابع لقاء خلال أربعة أشهر بين وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت، والممثل التجاري الأمريكي جيميسون جرير، ونائب رئيس الوزراء الصيني هي ليفنغ، حيث يسعى الطرفان إلى منع تفاقم التوترات التجارية الممتدة منذ إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي فرضت رسوماً جمركية مرتفعة على الواردات الصينية.

هدنة تجارية معلّقة

اللقاء السابق بين الجانبين كان في ستوكهولم يوليو الماضي، حيث اتفقوا من حيث المبدأ على تمديد هدنة تجارية لـ90 يوماً، وهو ما ساهم في خفض الرسوم الانتقامية بين البلدين، واستئناف تدفق المعادن الأرضية النادرة إلى الولايات المتحدة. وبحسب الخبراء، فإن التوقعات منخفضة إزاء تحقيق تقدم جوهري في مباحثات مدريد التي يستضيفها رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، رغم مساعيه لتعزيز العلاقات الاقتصادية مع بكين.

تيك توك في قلب المفاوضات

من أبرز الملفات المطروحة على الطاولة مصير تطبيق "تيك توك" الصيني الشهير، إذ تواجه شركة "بايت دانس" المالكة له موعداً نهائياً في 17 سبتمبر للتخلص من عملياتها في الولايات المتحدة أو مواجهة الحظر الكامل. وتشير مصادر مطلعة إلى احتمال تمديد المهلة للمرة الرابعة، في خطوة تمنح إدارة ترامب مخرجاً سياسياً مؤقتاً، لكنها قد تثير غضب الكونغرس.

ويرى مراقبون أن اجتماع مدريد قد يمهد لقمة محتملة بين ترامب والرئيس الصيني شي جين بينغ نهاية أكتوبر في سيول، ضمن اجتماعات منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ، حيث قد تُطرح تسويات أوسع تشمل فول الصويا والرسوم الجمركية وقضايا الأمن السيبراني.

ضغط على النفط الروسي

وبجانب الخلافات التجارية، تسعى واشنطن إلى حشد دعم مجموعة السبع لفرض رسوم جمركية على الصين والهند بسبب استمرار شرائهما النفط الروسي، بهدف تقليص عائدات موسكو النفطية التي تموّل حربها في أوكرانيا. وأكد بيسنت وغرير أن "الضغط الاقتصادي الموحد هو السبيل لإنهاء آلة بوتين الحربية".

في المقابل، أعلنت وزارة التجارة الصينية أن محادثات مدريد ستتناول قضايا التعريفات الأمريكية، و"إساءة" استخدام ضوابط التصدير، بالإضافة إلى ملف تيك توك، معتبرة أن واشنطن تستخدم هذه الملفات كورقة ضغط سياسي.

إسبانيا ساحة المفاوضات

اختيار مدريد لاستضافة الجولة الحالية عكس – بحسب مصادر حكومية إسبانية – رغبة إسبانيا في ترسيخ موقعها كمركز للمفاوضات الاستراتيجية، واستغلال الحدث لتعزيز علاقاتها مع الولايات المتحدة والصين على حد سواء. وتستعد الحكومة الإسبانية أيضاً لطرح نفسها مقراً محتملاً لمؤتمر سلام دولي لحل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.

وبينما تبدو فرص التوصل إلى حلول شاملة ضئيلة، فإن مجرد استمرار قنوات الحوار بين واشنطن وبكين يُعد مؤشراً على رغبة الجانبين في تجنب التصعيد التجاري المباشر، بانتظار لقاءات أوسع قد تُفضي إلى تفاهمات مستقبلية.

مباحثات أمريكية صينية، مدريد، تيك توك، بايت دانس، سكوت بيسنت، جيميسون جرير، هي ليفنغ، الرسوم الجمركية، مجموعة السبع، النفط الروسي، الحرب في أوكرانيا، التجارة الدولية، الصين، الولايات المتحدة، بيدرو سانشيز، شي جين بينغ، دونالد ترامب.