جنوب إفريقيا تكثف مفاوضاتها لجذب شركات السيارات الصينية للتصنيع المحلي
كثفت حكومة جنوب إفريقيا جهودها خلال الفترة الأخيرة للتفاوض مع عدد من شركات السيارات الصينية الكبرى، بهدف تعزيز الاستثمارات المباشرة في قطاع السيارات داخل البلاد، ودعم مكانتها كمركز صناعي إقليمي في القارة الإفريقية.
وذكرت مصادر رسمية أن إحدى الشركات الصينية أبدت اهتماماً ملموساً بإقامة خطوط لتجميع وتصنيع السيارات على الأراضي الجنوب إفريقية، بما قد يسهم في تعزيز قدرات البلاد الصناعية ونقل التكنولوجيا الحديثة إليها.
ويأتي هذا التحرك في إطار استراتيجية جنوب إفريقيا لتنمية قطاع السيارات الذي يعد أحد أعمدة الاقتصاد المحلي، إذ يمثل أكثر من 4% من الناتج المحلي الإجمالي ويوفر آلاف فرص العمل المباشرة وغير المباشرة. كما تسعى الحكومة إلى توسيع طاقات الإنتاج وتلبية الطلب المحلي المتنامي، إلى جانب التصدير لأسواق القارة الإفريقية في ظل دخول اتفاقية التجارة الحرة القارية حيز التنفيذ.
وأكدت وزارة التجارة والصناعة الجنوب إفريقية أن المفاوضات تركز على تقديم حوافز استثمارية مشجعة للشركات الصينية، تشمل تيسيرات ضريبية وتوفير أراضٍ صناعية مجهزة وبنية تحتية متكاملة، إضافة إلى دعم سلاسل الإمداد المحلية وتشجيع الشراكات مع الموردين المحليين.
وتأتي هذه الخطوة في وقت يشهد فيه سوق السيارات العالمي تحولات كبرى مع تصاعد المنافسة في مجالات السيارات الكهربائية والهجينة، حيث تعتزم جنوب إفريقيا أن تكون لاعباً فاعلاً في هذه التحولات من خلال استقطاب الشركات العالمية الرائدة.
كما أبدت الحكومة اهتماماً خاصاً بالسيارات الكهربائية والتقنيات المرتبطة بالطاقة النظيفة، في إطار سعيها لتقليل الانبعاثات الكربونية وتحقيق التزاماتها البيئية، وهو ما قد يفتح المجال أمام استثمارات صينية في هذا المجال الواعد.
ويُنظر إلى الشراكة المحتملة مع شركات السيارات الصينية باعتبارها فرصة استراتيجية لتعزيز الروابط الاقتصادية بين بكين وبريتوريا، خاصة أن الصين تُعد الشريك التجاري الأول لجنوب إفريقيا، إذ يتجاوز حجم التبادل التجاري بينهما عشرات المليارات من الدولارات سنوياً.
ومن المتوقع أن تشهد الأسابيع المقبلة مزيداً من المشاورات الفنية والاقتصادية، تمهيداً للإعلان عن اتفاقيات رسمية قد تغيّر خريطة صناعة السيارات في جنوب إفريقيا، وتدفعها نحو التحول إلى مركز إقليمي لتجميع وتصدير السيارات نحو القارة الإفريقية والأسواق العالمية.
