السبت 06 سبتمبر 2025
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير التنفيذي
أحمد لطفي
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير التنفيذي
أحمد لطفي
أخبار

"أوبن إيه آي" تتوقع إنفاق 115 مليار دولار على عملياتها حتى عام 2029

السبت 06/سبتمبر/2025 - 09:30 ص
أوبن إيه آي
أوبن إيه آي

كشفت صحيفة ذا إنفورميشن الأمريكية أن شركة أوبن إيه آي (OpenAI) رفعت توقعاتها لنفقات السيولة النقدية حتى عام 2029 إلى نحو 115 مليار دولار، في إطار التوسع الكبير في استثماراتها لتشغيل وتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، وعلى رأسها روبوت الدردشة الشهير تشات جي بي تي.

وأوضحت الصحيفة أن التقديرات الجديدة تزيد بنحو 80 مليار دولار على توقعات الشركة السابقة، ما يعكس حجم التوسع الاستثماري المتوقع خلال الأعوام المقبلة لمواكبة الطلب المتنامي على منتجات وخدمات الذكاء الاصطناعي. ولم تفصح المصادر عن تفاصيل إضافية حول التقرير الذي لم يصدر رسميًا عن الشركة بعد.

وفقًا للتقرير، تتوقع أوبن إيه آي إنفاق أكثر من 8 مليارات دولار خلال العام الحالي وحده، بزيادة تصل إلى 1.5 مليار دولار عن تقديراتها السابقة. ومن المرجح أن يرتفع معدل "حرق النقد" – أي الأموال التي تنفقها الشركة سنويًا بما يتجاوز إيراداتها – إلى أكثر من 17 مليار دولار العام المقبل، وهو ما يفوق ضعف تقديراتها السابقة.

وتشير التوقعات إلى أن معدل الاستهلاك النقدي سيواصل التصاعد ليصل إلى نحو 35 مليار دولار في عام 2027، و45 مليار دولار في عام 2028، ما يضع الشركة أمام تحديات متزايدة في إدارة نفقاتها وضمان استدامة تدفقاتها المالية.

استراتيجية تقليل التكاليف

لمواجهة هذه التكاليف الضخمة، تسعى أوبن إيه آي إلى تطوير رقائق خاصة بها ومراكز بيانات عملاقة لتشغيل تقنياتها بشكل أكثر كفاءة. ووفقًا لصحيفة فاينانشال تايمز، من المقرر أن تنتج الشركة أول شريحة ذكاء اصطناعي لها العام المقبل بالشراكة مع شركة برودكوم الأمريكية العملاقة لأشباه الموصلات، على أن يتم استخدام هذه الشرائح داخليًا لتقليل الاعتماد على الموردين الخارجيين.

كما عززت أوبن إيه آي شراكاتها الاستراتيجية، إذ وسعت تعاونها مع شركة أوراكل في يوليو الماضي ضمن مبادرة "ستارجيت"، وهو مشروع ضخم تصل قيمته إلى 500 مليار دولار بسعة تصل إلى 10 جيجاوات، ويشارك فيه مستثمرون كبار مثل سوفت بنك الياباني. كما أضافت الشركة منصة غوغل كلاود إلى قائمة مورديها لسعة الحوسبة، ما يمنحها مرونة أكبر في تشغيل تطبيقاتها الضخمة.

تحديات مستقبلية

يرى خبراء القطاع أن أوبن إيه آي، رغم قوتها التكنولوجية ومكانتها الريادية في سوق الذكاء الاصطناعي، ستواجه ضغوطًا متزايدة بسبب ارتفاع النفقات وتسارع المنافسة من عمالقة التكنولوجيا مثل مايكروسوفت وغوغل وأمازون، الذين يستثمرون أيضًا بكثافة في تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي.

وفي الوقت نفسه، يُتوقع أن تسهم استثمارات الشركة في الرقائق ومراكز البيانات في تقليل تكاليف التشغيل على المدى الطويل، وتعزيز استقلاليتها التكنولوجية. إلا أن ارتفاع "حرق النقد" يثير تساؤلات حول قدرة الشركة على الحفاظ على وتيرة التوسع دون الحاجة إلى جولات تمويل إضافية ضخمة.

ترسم التوقعات الجديدة صورة لشركة أوبن إيه آي تتحرك بخطى سريعة نحو التوسع العالمي في الذكاء الاصطناعي، لكن بتكاليف مالية هائلة قد تعيد تشكيل خريطة الاستثمار في هذا القطاع. وبينما تواصل الشركة تعزيز شراكاتها وبنيتها التحتية، يبقى التحدي الأكبر في موازنة الابتكار مع استدامة الإنفاق، للحفاظ على موقعها الريادي في سباق الذكاء الاصطناعي العالمي.