مصر تلعب مع الكبار.. أوراق القاهرة للرد على مناورة نتنياهو حول صفقة الغاز

من أيام كانت إسرائيل بتحتفل باتفاق الغاز مع مصر، وبتوصفه بأن أكبر اتفاق في تاريخها.. لكن فجأة الموقف اتغير.. ولعبة السياسية دخلت في الاتفاقيات الاقتصادية.
موقف مصر الثابت من القضية الفلسطينية ورفض تهجير أهالي غزة عامل قلق لرئيس الوزراء الإسرائيلي بينامين نتنياهو، عشان كده حاول يلعب بورقة الغاز عشان يضغط على مصر.
لكن هل مصر هتقبل بده؟.. ومين المستفيد الحقيقي من الصفقة دي؟.. وهل مصر تستطيع الاستغناء عن الغاز الإسرائيلي؟.
التسريبات اللي نشرتها صحيفة يسرائيل هيوم عن تصريحات نتنياهو، رجعت صفقة الغاز بين مصر وإسرائيل لدائرة الضوء.

التسريبات وضحت قد إيه حكومة نتنياهو عايشة حالة تخبط، بعد أيام قليلة من الاحتفال بتمديد الاتفاقية، طلع نتنياهو يلوّح إنه ممكن يوقفها أو يراجعها.. كل ده عشان يحاول يضغط على مصر بسبب موقفها الواضح والرافض من حرب غزة.
لكن الحقيقة إن الصفقة ماشية في طريقها عادي جدًا، ومافيش أي تعطيل زي ما بيحاولوا يصدّروا في الإعلام، ببساطة لان دي مش "صفقة جديدة"، إنما تمديد لاتفاق موجود من 2019، وفيها التزامات وشروط جزائية.
بموجب التمديد، مصر هتستورد حوالي 130 مليار متر مكعب غاز من حقل ليفياثان لحد 2040 أو لحد ما الكميات تخلص.
القيمة التقديرية حوالي 35 مليار دولار، وده رقم تقديري بيتغير حسب السوق العالمية.
بس السؤال اللي بيطرح نفسه دايما مين المستفيد الأكبر من الصفقة دي؟
وده يخلينا نسأل نفسنا:
لو الاتفاقية وقفت.. مين الخسران؟
مصر اللي عندها بدائل وخطط طويلة المدى؟
ولا إسرائيل اللي مافيهاش أي منفذ لتصدير غازها غير مصر؟
إسرائيل ماعندهاش محطات إسالة، ولا أي منافذ للتصدير.. يعني حتى لو حبت تصدر غازها لأوروبا لازم يعدي من مصر، ويروح محطات الإسالة في إدكو أو دمياط.. ويتصدر من مصر.
كل ده بيقول إن القاهرة هي المفتاح.
مصر مش واقفة على الغاز الإسرائيلي خالص، وعندها خيارات كتير
عندها 4 محطات تغييز بتوصل طاقتها لـ 3 مليار قدم مكعب يوميًا.
وكمان مضت اتفاقيات طويلة الأجل مع أرامكو وترافيغورا وفيتول، لتوريد مئات الشحنات من الغاز المسال بداية من 2025.
وفرت مخصصات مالية عشان توفر المشتقات البترولية والغاز المسال ومتوفه توصل السنة دي لـ 20 مليار دولار، بعد ما كانت 12.5 مليار السنة اللي فاتت.
فوق ده كله، في خطط مع قبرص، خط أنابيب جديد هيربط الغاز من حقلي "كرونوس" و"أفروديت" بالشبكة المصرية، بطاقة متوقعة 1.4 مليار قدم مكعب يوميًا.
يعني ببساطة: البدائل موجودة.. والخيارات مفتوحة.. ومصر مأمنة نفسها كويس من أي طوارئ، سواء ارتفاع الطلب في الصيف أو أي أزمة إقليمية.
نتنياهو بيحاول يستخدم الغاز كورقة ضغط.. لكن الورقة دي مش في صالحه، إسرائيل هي اللي مربوطَة بمصر، مش العكس.
القاهرة عندها خطط، بدائل، واتفاقيات، ومش هتساوم على مواقفها السياسية عشان صفقة غاز، ولو صفقة الغاز وقفت إسرائيل هتخسر مليارات.