آخر توقعات سعر الدولار أمام الجنيه.. هل يتراجع إلى 40 جنيها؟

مع تزايد الاهتمام بتحركات سعر صرف الدولار أمام الجنيه، يترقب الشارع المصري أي مؤشرات على إمكانية تراجع الدولار الأمريكي إلى مستويات أدنى وسط أمنيات بوصوله لسعر 40 جنيه، على أمل أن يؤثر ذلك على الأسعار.. ورغم الآمال حول ذلك إلا أن الواقع الاقتصادي يكشف أن العلاقة ليست بهذه البساطة.. فيما يلي نستعرض آخر توقعات سعر الدولار أمام الجنيه وهل يتراجع إلى 40 جنيها؟
وقال محمد فؤاد، الخبير الاقتصادي، إن الحديث عن هبوط الدولار دائمًا ما يرتبط بتوقعات وأمنيات لدى الشارع المصري، لكن لابد من النظر إلى العوامل الأساسية التي تحدد مساره. وأوضح أن هناك ثلاثة عوامل رئيسية تؤثر في سعر الدولار أمام الجنيه:
حركة الدولار عالميًا:
وأشار فؤاد إلى أن مؤشر الدولار (DXY) تراجع منذ بداية العام بنحو 10% أمام العملات الرئيسية، إلا أن التراجع أمام الجنيه لم يتجاوز 5% فقط، ما يعني أن جزءًا من الانخفاض يعود إلى اتجاه عالمي وليس قوة داخلية فقط.
التدفقات الأجنبية:
وأكد أن السوق المصري شهد دخول نحو 9 مليارات دولار من الاستثمارات الأجنبية في السوق الثانوي منذ بداية العام، وهي ما يُعرف بـ "الأموال الساخنة"، مشيرًا إلى أنها توفر دعماً مؤقتاً للجنيه.
مخاطر الأموال الساخنة:
وأوضح فؤاد أن حيازات الأجانب في أدوات الدين قد تصل إلى نحو 40 مليار دولار، ويحصلون عليها بعوائد مرتفعة تصل إلى 25% وهو ما يعني أن أي خروج مفاجئ لهذه الأموال سيترتب عليه ضغوط دولارية كبيرة، لأن المستثمر الأجنبي حين يخرج يحصل على كمية أكبر من الدولارات مقارنة بما دخل به.
وأضاف الخبير الاقتصادي أن تراجع الدولار لمستوى 40 جنيها لا يمكن أن يحدث بشكل مستدام إلا إذا اعتمد الاقتصاد المصري على إنتاج حقيقي وصادرات قوية، بدلاً من الاعتماد المفرط على التدفقات المالية والأدوات التمويلية.
وشدد فؤاد على أن الحل يكمن في التحول إلى اقتصاد إنتاجي قادر على توليد عملة صعبة بشكل مستمر، سواء عبر زيادة الصادرات، أو تنشيط السياحة، أو جذب استثمارات أجنبية مباشرة، وهو ما يضمن استقرار سوق الصرف بعيدًا عن التقلبات قصيرة المدى.